الجزائر

''العين'' تطارد عمار تو



 كاد عرس وزير النقل، عمار تو، أن يتحول إلى كابوس، بعدما وجد نفسه، بعد سنوات من التأخر في الأشغال، يتأخر أيضا عند إعطاء إشارة انطلاق وسير عربات الترامواي، بفعل انقطاع التيار الكهربائي. هذه ليست سمكة أفريل ولا نكتة، بل أمر وقع فعلا، وفي ذلك فليتنافس المفسرون إن كان صدفة أم مؤامرة أم مؤشرا على هشاشة المشروع والإنجاز. لقد حدث هذا بالرغم من أن الوزير دعا إلى حفله العظيم زملاءه الوزراء وأسمع سكان البر والبحر، منذ عدة أسابيع من خلال ومضات إشهارية، بأن موعد تدشين الشطر الأول من ترامواي العاصمة سيكون يوم 8 ماي. ويبدو أن عمار تو كان ضحية لتصريحاته الكثيرة والمتعددة التي كان يعلن فيها في كل مرة عن قرب تدشين الترامواي خلال سنوات 2009 و2010 أو في 2011، ما أخلط ربما على الناس الحسابات وجعل شركة سونلغاز في اليوم الموعود تقطع التيار الكهربائي عن المنطقة.
والملاحظ أنه إذا كان موعد التدشين قد تأخر لأكثـر من ساعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي تشتغل به عربات الترامواي، ووزير القطاع كان موجودا في عين المكان بمعية وزراء ومسؤولين آخرين، فكيف سيكون الأمر لما تكون العربات مملوءة بالمسافرين وتحدث مثل هذه الأعطاب التي يقال عنها إنها خارجة عن نطاقنا في سياق تمييع المسؤولية في هذه البلاد؟ يتمنى الجميع صادقين أن هذا العيب المسجل لدى تشغيل عربات الترامواي والمتمثل في انقطاع التيار الكهربائي، هو العيب الوحيد الموجود، ولا توجد هناك عيوب أخرى قد تؤثـر على هذا الإنجاز وتجعله لا يختلف عن رحلات طائرات الخطوط الجوية الجزائرية التي لا تحترم مواعيد انطلاقها ولا توقيت وصولها.
ولذلك، ولكي لا يتحول ترامواي عاصمة البلاد إلى ما يشبه قطار يتحرك دوفة.. دوفة ، خصوصا بعدما أصابته عين يوم تدشينه، جراء انقطاع التيار الكهربائي دون سابق إنذار، مطلوب من الوزير عمار تو أن يذبح شاة ويسيح دما فوق سكة الترامواي وتعليق خامسة في القاطرتين الأمامية والخلفية، حتى لا يكون هذا المشروع مثل باقي المشاريع في الجزائر التي تنجز مع روطار كبير و تتعطل في ظرف قياسي. نطلب هذا الأمر من سي تو، لأنه إذا كان هذا حال الترامواي يوم تدشينه الرسمي، فكيف هو حال ميترو الجزائر الذي اختلطت فيه أيادي الوزراء وتعقدت فيه أصابع شركات الإنجاز العديدة والمتعددة وردمت فيه ملايير الدينارات، دون أن يظهر فيه رأس القطار من عرباته رغم انطلاقته القرن الماضي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)