تعتبر السياسات العامة من الوظائف الأساسية التي تقوم بها الأنظمة السياسية في سبيل التعامل مع القضايا المطروحة في بيئتها الداخلية وهو التصور الشائع مع بداية دراسة هذا الحقل العلمي الحديث النشأة، إلا أنه مع بداية فترة التسعينات وسقوط الاتحاد السوفياتي وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على دفة قيادة العالم في إطار الأحادية القطبية، وبروز دور الشركات المتعددة الجنسيات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وتعاظم الاعتمادية المتبادلة بين الدول في إطار المنظمة العالمية للتجارة والمعزز بالتطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة بالإضافة إلى ظهور قضايا ذات الاهتمام العالمي على المستوى السياسي كالتكتلات والتحالفات الدولية من أجل مكافحة الإرهاب والأمراض وحماية البيئة، كل هذه القضايا وأخرى أدت إلى ظهور منعرج في صناعة السياسات العامة وطبيعتها من سياسة عامة خاصة بدولة واحدة إلى سياسة عامة تتداخل وتتشابك في صياغة خياراتها عدة فواعل داخلية وخارجية، الأمر الذي كان له بالغ الأثر على محتوى وصناعة السياسات العامة في الدول النامية ايجابا وسلبا، رغم غلبة الطابع السلبي على الايجابي نظرا للهيمنة الدول الكبرى على توجيه الخيارات السياسية للدول النامية وسياساتها العامة على النحو الذي يخدم مصالحها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سالم أقاري
المصدر : المجلة الجزائرية للسياسة العامة Volume 4, Numéro 1, Pages 164-190 2016-02-01