الجزائر

العودة إلى الأصل لتحقيق معادلة الجمال والصحة...‏رواج كبير للصلصال في عالم التجميل



 
أعلن نهاية الأسبوع الفارط بمدينة تلمسان، عن اختتام فعاليات بانوراما الفيلم الوثائقي بقاعة ''جمال الدين شندرلي''، وذلك بالإعلان عن الأفلام الفائزة في هذه التظاهرة التي دخل حلبة المنافسة فيها 30 فيلما. وعادت الجائزة الأولى للفيلم الوثائقي إلى »دار الحديث فضاء علم وعبادة'' لمخرجه سعيد علمي.
أعلنت رئيسة لجنة التحكيم فطيمة بلحاج، عن الأفلام الفائزة بالجوائز الثلاث، مقدرة كل الأفلام التي شاركت في المسابقة، بأنها أفلام جادة وهي أهل للتشجيع ،وهذا ما جعل الدورة تفتح الجائزة التشجيعية وتمنحها للمخرج الشاب نزيم قايدي عن فيلمه ''الشيخ قدور بن عاشور الزرهوني''، أما فيما يخص أحسن بحث تاريخي، فقد عادت جائزته إلى العربي لكحل، أما من جانب احسن تركيب فقد عادت جائزته إلى فيلم ''ابن خلدون'' لشرفي خروبي.
وبهذه المناسبة، اقتربت ''المساء'' من الممثل القدير الأستاذ عبد النور شلوش، الذي أكد على أننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأفلام التي لا ينبغي أن تبقى محصورة في فيلم الوثائقي، نظرا للثراء التاريخي والمعرفي الذي تزخر به جزائرنا خاصة ومغربنا عامة، وأن تخرج هذه الشخصيات العلمية في مسلسلات مغاربية مشتركة كشخصية ابن خلدون الذي عاش بكل من تونس والجزائر والأندلس ومصر، وكذا سيدي بومدين الإشبيلي البجائي التلمساني الصوفي والمجاهد. كما أوعز سبب عدم انتاج مثل هذه المسلسلات الى التكلفة المالية التي تتطلبها هذه المسلسلات والتي ينبغي أن تكون مسلسلات مشتركة، وتغطي الفراغ التي تعاني منه دولنا المغاربية في انتاج المسلسلات والتي تعرض خاصة في رمضان، وهذا لضرب عصوفرين بحجر، التعريف بثقافتنا وأعلامنا لأبنائنا وأيضا تعريف الآخرين بأننا أنجبنا علماء ساهموا في الحضارة الإسلامية.

العودة إلى الطبيعة بغرض تحقيق حلم الجمال لكل سيدة، أصبح موضة فرضتها عوامل كثيرة أهمها؛ التخوفات المتزايدة من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الكثير من مواد التجميل والماكياج، المتهمة بالتسبب في بعض الأمراض منها الخطيرة كالسرطان. وإذا كان استخدام المواد الطبيعية بالنسبة لنا أمرا متعارفا عليه، حيث لا أحد يجهل وصفات الجدات والأمهات، فإن هذا الاتجاه نحو ''الطبيعي'' تطور كثيرا في الدول الغربية، وهو ما شجع الكثيرين ببلادنا للتخصص في صناعة منتجات غير كيميائية باستخدام مواد خام، من بينها الصلصال.
سمح صالون ''حواء'' المنظم مؤخرا، من الإطلاع على الاتجاهات الجديدة في عالم الجمال والصحة، وظهر جليا أن هناك وعيا لدى العارضين بتقديم منتجات تستجيب لمقاييس عالمية، لكن دون أي عقدة من ''المصنوع في الجزائر''. فعكس مايعتقد البعض، تستقطب الوصفات القديمة التي تعتمد على مواد طبيعية موجودة ببلادنا الكثيرات، لعاملين اثنين هما؛ الثمن المعقول لهذه المواد، وكذا الوعي بضرورة عدم إهمال الجانب الصحي عند البحث عن سبل الجمال.
ومن بين مواد التجميل التي عرفت انتشارا في السنوات الأخيرة؛ الصلصال بأنواعه. وللحديث عنه وعن استعمالاته، التقينا السيد رياض بن جمعة المختص في تسويق منتجات مختلفة، لاسيما أقنعة الوجه والصابون تحت اسم ''أوشال''، وهو الاسم الأمازيغي للصلصال.
وأوضح رياض أن هذه المنتجات طبيعية وجزائرية مائة بالمائة، إذ تصنع بالصلصال والزيوت الأساسية، يقول: ''أنا أعمل في مجال مواد التجميل منذ أكثر من عشر سنوات، كنت أعمل في الاستيراد، ولكن يجب الإشارة إلى أنني شخصيا سئمت من الاستيراد، لذا قررنا تحت إشراف السيدة أكشاطة، أن نصنع منتجات محلية لاسيما وأن الجزائر تتوفر على ثروات هامة في هذا المجال، فلدينا أربعة أنواع من الصلصال هي؛ الأصفر، الأبيض، الرمادي والأحمر... ولايجب أن ننسى أن الله عز وجل خلق الإنسان من صلصال، ونحن عندما نستخدمه، إنما نرجع إلى أصلنا، فالجسم بهذه الطريقة يتغذى من الشيء الذي خُلق منه، لذا فإن الصلصال له فوائد كثيرة منها؛ التبييض سواء للأسنان أو البشرة، كما أنه مطهر، يعيد الشباب للبشرة والجلد، وهو كذلك مرطب''.
ويؤكد راض على أن العمل يتم بطريقة حرفية، أي باليد وليس بطريقة صناعية، ويشير إلى أن الصلصال يتم استقدامه خصوصا من غرداية والمنيعة، فيما تجلب الزيوت الأساسية من البليدة. وسيتم العمل مستقبلا على تحضير منتجات تجميلية أخرى، استجابة للطلب منها؛ منتج لتقشير الوجه، وأخر معالج للهالات السوداء، إضافة إلى غاسول للشعر.
ويشدد محدثنا على أن للجزائر طاقات وثروات عديدة لايجب أن تحصر في الغاز والبترول، وهي تنتظر توظيفها وتحويلها إلى مصادر لتحقيق التنمية، ولما لا تصديرها إلى الخارج،حيث أكد اهتمام بعض الزائرين الأجانب من إيطاليا، إسبانيا وفرنسا بهذه المنتجات، وليس ذلك بالغريب نظرا للاتجاه الجديد في أوروبا، حيث أصبحت المنتجات الطبيعية أو ''البيو'' كما تسمى موضة، بل إن هذه المنتجات تصنف هناك في خانة المنتجات الراقية وثمنها غال جدا.
وبالفعل، عدد هام من العارضين في هذا الصالون تفنّنوا في عرض منتجات مصنوعة من الصلصال، بعضها وصل إلى مرحلة التصنيع، مثلما أشار إلى ذلك ممثل إحدى الشركات المختلطة الفرنسية التركية، الذي عرض منتجات مختلفة، قال إنها مصنوعة من الصلصال، كما عرض أنواع الصلصال المختلفة لمن يريد استخدامها في حالتها الخام، لكنه شدد على كون الصلصال الذي يوفره يتميز بنوعيته الجيدة، نظرا لخلوه من الشوائب، وهنا يفتح باب التنافس بمصراعيه ولكل طريقته في جلب الزبونات.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)