الجزائر

العنوسة·· هاجس يلاحق الفتيات ويؤرق العائلات ببجاية


تعاني نسبة كبيرة من الفتيات خاصة الجامعيات اللواتي يحملن شهادات علمية من مشكل البطالة من جهة ومن هاجس العنوسة من جهة أخرى، ويتراوح أعمارهن من 24 إلى 40 سنة وأكثر، ورغم مستوى التعليم العالي إلا أن هذه الفئة بقيت معزولة عن اهتمامات المجتمع وبالأحرى من قبل الشباب، هذا الأخير يبحث عن ضالته والمتمثلة في تأمين مستقبله العملي بغية التفكير في الزواج وتكوين عائلة تحتضنه ويحتضنها لمواصلة مشواره في الحياة، فالكثيرات من الفتيات يعملن في قطاع التعليم وأخريات في المحاماة والإدارة·· ولم يحالفهن الحظ ويقتربن من سن العنوسة، مما جعل العائلات المعنية أمام مشكل عويص وحله بعيد المنال في الوقت الراهن، ورغم أن المقبلين على الزواج يبحثون عن الموظفات والمعلمات اللواتي ظفرن بمنصب عمل، بسبب أن الظروف الاجتماعية الحالية التي لا تسمح بتوفير حاجيات العائلة براتب واحد أمام غلاء المعيشة والإيجار، أضف إلى ذلك مصاريف الكهرباء والغاز والماء·· كما أن الحياة الاجتماعية قد طرأت عليها تغييرات جذرية سواء في الجانب المعيشي أو السلوكي ولم يعد الأمر كما هو سابقا، أين الابن يطيع والديه والفتاة تكون ملزمة بقرارات العائلة، فإن التطور الحاصل على الساحة له إيجابياته ومن سلبياته، أي أن الشاب عليه أن يوفر لنفسه أسباب الحياة السعيدة والرفاهية بدون أدنى مساعدة من أحد، في حين أن الفتاة يمكن لها أن تتخذ مواقف أكثر صلابة وشدة أمام التزامات العائلة، لكن ما لا يختلف عليه اثنان هو أن الفتاة هي الأكثر ضحية في المجتمع بسبب تعنت الأولياء وعدم إنصافها، بغض النظر عن ارتفاع المهر وتكاليف العرس وغيرها من الأمور، وعليه فإن البعض يفضل أن يكون زواجه مع من يحب عرفيا، حتى يبقى الأمر سرا بينهما إلى أن يجدا حلا لمشكلتهما، وهو ما قد يزيد من الانحراف داخل المجتمع الواحد وبالتالي يبدأ في الاندثار وزوال القيم التي من أجلها يتأسس كيان المجتمع، ولعل العشرة الزوجية هي اللبنة الأساسية التي تحافظ دوما على الاستقرار الاجتماعي والهدوء النفسي للأفراد، وبالتالي فإن الأمر يتطلب دراسة معمقة يتولى متابعتها الاختصاصيون والخبراء في الميدان، وفي نفس السياق يجب أن يتزامن الاهتمام بشريحة الشباب مع التركيز على حل مشاكلها الأساسية منها التخفيف من البطالة ومعالجة أزمة السكن·· وعندها تختفي مظاهر العنوسة بشكل تدريجي، وستكون بداية حقيقية لتطور اجتماعي هادف مبني على السكينة والوقار·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)