دافع خبير أمني جزائري عن عملية الهجوم السريع الذي شنته القوات الخاصة الجزائرية على الجماعة الإرهابية التي اخترقت الموقع الغازي، مستبعدة أي تفاوض مع الإرهابيين، بحكم استعجالية المهمة من جهة، وحفاظا على سلامة الموقع، وموقفها الثابت المتصل بعدم التفاوض مع الإرهابيين.
وأكد الخبير الأمني ل”الفجر” أن الطريقة التي عالجت بها القوات الخاصة الجزائرية الهجوم الإرهابي، كانت موفقة، بالنظر للنتائج التي حققتها.
واعتبر مصدرنا أن رفض السلطات العسكرية الجزائرية، فتح أي قنوات حوار أو تفاوض مع الجماعات الإرهابية، أملته خبرتها الواسعة في مجال التدخل في مثل هذه الأوضاع، حيث تبني موقفها على الهجوم وكسب الوقت لتقليل الخسائر، زيادة على كون الجزائر ترفض جملة وتفصيلا مطلب الفدية الذي تريد الجماعات الإجرامية جر الجيش الجزائري إليه.
وذكر مصدرنا بالضربة الدموية التي نفذها الإرهاب ضد أحد عناصر الأمن، خلال سنوات التسعينات، عندما أوفدته السلطات وقتها للتفاوض باسمها مع الإرهابيين، فكانت النتيجة مأساوية بعد تصفيته.
وفي رده على سؤال ”الفجر” المتصل بطبيعة الهجوم وتقنياته التي تعتمدها السلطات الجزائرية، وعلاقتها بالمدرسة العسكرية الجزائرية، التي يرجع تكوينها الأساسي على يد الخبراء العسكريين الروس، حتى وإن شمل التعاون بلدانا أخرى، في مجالات متنوعة، ذكر مصدرنا، أن طبيعة مكافحة الإرهاب من قبل الجيش كانت و لا تزال دائما ترتكز على المواجهة الميدانية، وهي سياسة أعطت ثمارها في الميدان، من خلال ملاحقة عناصر الجيش للإرهابيين في الجبال والقيام بالعديد من عمليات التمشيط والاستهداف المباشر للمواقع البرية، الأمر الذي أجبر الإرهابيين على التوجه فيما بعد نحو الجنوب.
وواصل بأن اعتماد الروسيين أيضا في مواجهتهم للإرهاب على نفس الطريقة لديه مبررات أيضا.
كما اعتبر مصدرنا أن الطريقة التي تعامل بها الجيش عكست في عمقها الخبرة التي يتمتع بها، حيث قاد عملية برية شجاعة جدا، وتمكن حتى الآن من حماية عدد كبير من الأرواح، أما الضحايا من الرهائن الذين سقطوا فقد اقتضت ذلك طبيعة المواجهة في حد ذاتها، لأنه لا توجد حرب بدون خسائر، لكن الحصيلة تشير إلى أن النتائج الإيجابية كبيرة جدا مقارنة بما يريد الإعلام الغربي على لسان بعض وزراء الخارجية، ينتقد به المواقف الجزائري لأنه يركز على سلامة رهائنه دون احتساب السياق العام للعملية. وخلص للقول بأن الضربة التي تلقتها جماعة الأعور على يد الجيش الجزائري، هي ضربة من شأنها إضعاف التنظيم وإرغامه على التفكير جيدا قبل القيام بأي هجومات مماثلة في المستقبل، بما أن الحرب اندلعت في شمال مالي ودول الجوار تدفع ضريبتها الآن وفي مقدمتها الجزائر التي جرت إلى هذه الحرب بعد استهدافها لمصالحها الاقتصادية بعمق الصحراء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : شريفة عابد
المصدر : www.al-fadjr.com