الجزائر

العمل السياسي.. يقاس بالبرامج



العمل السياسي.. يقاس بالبرامج
الفعل السياسي.. ليس مغامرة.. تؤدي بأصحابها إلى المجهول.. مسؤولو الأحزاب عندنا يتجاوزون أحيانا ما يعرف «بالخط الأحمر».. الذي نعتبره حزمة من القيم والالتزامات التي تردع كل عمل طائش.. لا يقدر أصحابه العواقب الناجمة عنه. والإفلاس السياسي الذي لحق بالبعض.. هو الذي يبحث أحيانا عن الخيار الراديكالي الذي يولد البديل في نظرهم.. ويبعث الأمل في تحركاتهم.. لعل وعسى يكونون في مستوى الأحداث الجارية.على هؤلاء استخلاص دروس الماضي.. وألا يعيدوا ثانية التجارب الفاشلة.. هناك للأسف من يتحدث اليوم عن الشارع الجزائري.. من أجل أغراض ضيقة جدا.. وهذا لاستعراض عضلاته.. دون أن يقيم نفسه سياسيا.. وحتى شعبيا.. فهل صحيح أن العمل السياسي يقاس في الشارع؟ أبداً هذا غير صحيح ومجرد ادّعاء باطل.. لا أساس له من الصحة.نقول هنا.. إن النشاط السياسي يقاس بالبرامج وما تضمنته من مشاريع لفائدة المواطن.. وليس بالأعداد البشرية التي تأتي إلى التجمعات أو شيء من هذا القبيل.. خارج هذا الإطار، أي التنافس الشريف على البرامج، لن يسمح لأي كان أن يعكر صفع هذا البلد؛ بلد استقراره الذي جاء بفضل المصالحة الوطنية والصفح الجميل بين الجزائريين.. الذين تعاهدوا.. والأكثر من هذا أقسموا ألاّ يعودوا أبدا إلى زمن الفوضى.. من مسيرات همجية عشناها عن قرب خلال التسعينيات.. باسم شعارات براقة.. كان في وسطها أناس لا علاقة لهم بالسياسة مجموعات وعصابات كل من «إيسال حسيفة» لهذا الوطن.. وجدناه واقفا ينتظر «تتخلط» كي يقوم بالمهمة المكلف بها.إننا ننصح كل من مازال يحنّ إلى ذلك العهد البغيض.. وزمن الردّة أن يعود إلى رشده.. ويكفّ عن ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام.. والقفز إلى تلك الهوة السحيقة.ولا يستطيع دعاة الفتنة من أناس لفظهم التاريخ.. أن يعيدوا العداد إلى الصفر.. أو يوقفوا عجلة تقدم هذا البلد نحو الأفضل.. لأن المسعى الذي بني على ضرب الهدوء والسكينة.. سيحاربه الجزائريون.. والتجربة واضحة في هذا الشأن خلال الانتخابات الأخيرة.. الشعب هو الذي كان يطارد ويلاحق كل من كان يعطي موعدا كل يوم سبت بساحة أول ماي.ويدرك الكثير ممن يسمون أنفسهم أحزاب المعارضة، بأن لا مكانة لهم في الوسط الشعبي.. وعلة وجودهم مناضلوهم فقط.. لذلك لا يستطيعون ملء قاعة من 200 مقعد أو أقل.. هذه هي الحقيقة التي يخفيها هؤلاء.. ولا يستطيعون مواجهتها في الواقع.. بعد أن عرف الشعب من يخدم مصلحته ومن يريد إدخاله في مشاكل.. لذلك لا نتلاعب باستقرار البلد.. وكل من يفكر في ذلك سيتحمل مسؤوليته ولن يرحمه التاريخ.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)