العلوم في بلاد الإسلام:"من إرث الأولين إلى التلقي الأوروبي" (القرن الثامن– القرن السابع عشر)

انطلاقا من القرن الثامن، وبعد فترة طويلة من الاختمار، بدأت حضارة أصيلة قوية، تحملها ديانة جديدة، هي الديانة الإسلامية، ناطقة أساسا باللغة العربيةّّ ، تبرز في إطار فضاء جغرافي- سياسي واقتصادي، يمتد من تخوم آسيا الوسطى إلى غاية خاصرة جبال البرانس. وكان النشاط الفكري من ضمن العوامل المكونة والمميزة لهذه الحضارة. وقد كانت متعددة الأشكال وعظيمة الثراء. بعضها اغترف من المخزون الثقافي المحلي، أي من ( النثر والشعر العربيين)، أو من مدونات الديانة الجديدة (القرآن والحديث). والبعض الآخر تأثر بالإرث القديم لليونان، والهند، وفارس، وبلاد ما بين النهرين، مواصلا مضامينه بمختلف الأشكال، وأحيانا بالتحرر من هذا الميراث، عبر نقد خلاق، وتجديد ذي مغزى.