الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي، إليه تنتسب الطريقة العلاوية الصوفية، وحامل لواء الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، (1291 هـ - 1351 هـ).
مولده ونشأته
ولد الشيخ أحمد العلوي سنة 1291هـ في مدينة مستغانم الجزائرية وحيداً بين أختين، وقبل حمل أمه به رأت رسول الله محمد في منامها وبيده الشريفة زهرة نرجس، فابتسم في وجهها وألقى بالزهرة إليها، فقبلتها منه على استحياء، ولما أفاقت قصّت الرؤيا على زوجها فأوّلها بأن الله استجاب دعاءه الذي طالما دعا الله به "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" وبعد أيام حملت الأم به فاستبشر الأهل بهذا الحمل الذي أعقب الرؤيا، وتمم الله تعالى فرحتهم بولادته، فأخذ الأب يغذوه بالتربية والعلم.
أخذ الشيخ أحمد العلاوي العلم عن علماء وقته حتى تضلّع، ثم عن المربي الكبير الشريف محمد بن الحبيب البوزيدي، فرباه بأنواع الرياضات على طريقة الصوفية حتى فاق أقرانه علماً وأدباً، ولما انتقل الشيخ لجوار ربه أجمع الفقراء على توليه إمارة الزاوية بعد شيخهم، فقام بهمة وعزم صادقين.
نشاطه
مما كان يقلق الشيخ أحمد العلاوي تنفيذ فرنسا برنامجها الخطير وهو فرنسة الشعب الجزائري، فأدرك بثاقب فكره خطورة الموقف، وما أقامه الله به من المسؤولية العلمية، فتصدى لهذا الخطر الداهم بتعليم أتباعه وبثهم دعاة في أرجاء الجزائر، وشيّد الزوايا لتكون صروحاً علمية، وأقام الندوات الفكرية والمحاضرات والمؤتمرات، وأنشأ الصحف وكانت باللغتين العربية والفرنسية حتى تصل الكلمة لكافة قطعات الشعب، فأنشأ صحيفة البلاغ، ولما رأت فرنسا خطورة هذه الصحيفة على مخططاتها في الجزائر أغلقتها، ثم أنشأ بعدها صحيفة المرشد، وقام خليفته الشيخ عدة بن تونس بإنشاء صحيفة لسان الدين، وفعلاً وصلت هذه الكلمة التي خرجت من قلبٍ صادقٍ حريصٍ على إنقاذ هذه الأمة، فثاب الناس إلى دينهم وتمسكوا بأهدابه، وأموا زوايا الشيخ، حتى ما مضى سنوات عدة إلا وأتباعه يعدون بالملايين.
لم يقتصر نشاطه داخل الجزائر، يل تعداه إلى كافة أرجاء أوروبا وغيرها، فكانت له الزوايا في بريطانيا وهولندا وفرنسا، والحبشة والحجاز وفلسطين وسوريا والمغرب الأقصى، حتى صار بحق المجدد للقرن الرابع عشر الهجري.
توفي الشيخ أحمد العلاوي سنة 1351 هـ ودفن بزاويته في مستغانم، وأقيم عليه مقام يؤمه الزوار من مختلف الأرجاء.
mortada adib yamane - kenadsa - الجزائر
27/05/2011 - 15224