الجزائر

العلامة محمد بن شنب في ملتقى وطني بجامعة المديةرمز الجزائرية ثقافة وأصالة




كشفت اللجنة المنظمة للدورة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي، عن الأفلام العربية التي ستدخل غمار المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة، لانتزاع جائزة ''الوهر الذهبي'' للمهرجان الذي ينطلق رسميا ليلة الخامس عشر من الشهر الجاري بقصر المؤتمرات شرق وهران.
الفيلمان اللذان ستشارك بهما جمهورية مصر العربية في هذه الدورة من إنتاج ,2011 وهما فيلم »كف القمر« من بطولة الممثلة السورية جمانا مراد، وفيلم »أسماء« للممثلة التونسية هند صبري.
ويحكي »كف القمر« (الذي يخرجه خالد يوسف وكتب السيناريو ناصر عبد الرحمان، عن شخصية مركبة تؤديها الممثلة جمانا مراد) تدعي »لبنى« وهي فتاة مصرية فقيرة تعمل في مصنع للحقائب الجلدية والأحذية، تريد الاستقرار والزواج لكن تفشل في تتويج جميع قصص الحب التي تعيشها بالزواج، مما جعلها تعيش بشخصية مزدوجة؛ الأولى ترغب في الإرتباط ببكر الذي يؤدي دوره الممثل حسن الرداد وتجتهد في إظهار عفتها واستقامتها أمامه ليزداد تعلقا بها، بينما في الشخصية الثانية، ترتبط بعلاقة محرمة مع شقيقه الأكبر ذكري، وتستمر في هذه الحال إلى أن يكتشف الأخ الأصغر علاقتها بشقيقه فيصاب بصدمة عاطفية وينهار.
الفيلم المصري الثاني بعنوان ''أسماء''، وهو مستوحى من قصة حقيقية أخرجها عمرو سلامة، ويحكي الفيلم قصة امرأة تصاب بمرض السيدا عن طريق زوجها، فتضطر لمغادرة قريتها برفقة ابنتها نحو إحدى المدن الكبرى، إلى أن تصاب بوعكة صحية وتضطر لدخول المستشفي من أجل إجراء عملية الصفراء، فتُكتشف إصابتها بمرض الأيدز القاتل، وتُطرد خارج المستشفى، ويعرض عليها نقل معاناتها من خلال التلفزيون.
وقد حاول كاتب ومخرج الفيلم أن يرصد بقالب درامي معاناة مريض السيدا وحالة الخوف من نظرة المجتمع الدونية، بالرغم من أن المرض يمكن أن يصيب أي شخص عن طريق الخطأ وليس بالضرورة أن يكون قد انتقل إليه نتيجة علاقة مشبوهة.
الفيلم إنتاج مشترك بين شركة نيوسنتشري وفيلم كلينيك وصندوق الأمم المتحدة المشترك للأيدز، وقد حصد عددا من الجوائز بالمهرجانات التي شارك بها، حيث نال الممثل ماجد الكدواني جائزة أحسن ممثل بمهرجان أبوظبي السينمائي الأخير، فيما فاز مخرج الفيلم بجائزة أحسن مخرج عربي.
أما الفيلم العربي الطويل الثالث الذي سيدخل مسابقة المهرجان، فهو للمخرجة اللبنانية ندين لبكي بعنوان ''هلا لوين''، ويعد من بين الأفلام القوية المرشحة للفوز بالجائزة، وتروي تفاصيله عن الفترة الزمنية العصيبة التي مرت بها لبنان خلال الحرب الأهلية، وأعادت المخرجة ندين لبكي لحضات الوجع من خلال الأحداث التي تعيشها مجموعة من النساء (مسلمات ومسيحيات) بإحدى القرى اللبنانية، يجمعهن همّ واحد، حيث ينبذن الخلافات الطائفية ويتّحدن من أجل حماية قُراهن من التهديدات الخارجية، غير أن مسار الأحداث يأخذ منحنى مأساويا، ويبقي السؤال مطروحا عن المدة الزمنية التي تُمكّن تلك النسوة من التحمّل والصبر للحفاظ على ماتبقى من أفراد أسرهن. 
وفاز العمل مؤخرا بجائزة الجمهور بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وهو مرشح لإنتزاع جائزة الأوسكار لهذه السنة. 
للتذكير، فعدد الأفلام الطويلة المقترحة خلال المهرجان 23 فيلما، وتشارك دولة موريتانيا لأول مرة بفيلم ''مصامصة''، و12 فيلما قصيرا، فيما أكدت 18 دولة مشاركتها.
أما لجنة التحكيم للأفلام الطويلة فتترأسها فاطمة بن سعدان، وتجمع كلا من؛ نجوى النجار، ماجدة بن كران ملياني الحاج إلى جانب الممثلة المصرية هالة صدقي، وتضم لجنة التحكيم للأفلام القصيرة نور الدين بن زحزاح رئيسا، والمخرج الموريتاني عبد الرحمان بن سالم والسوداني طلال عفيفي عضوين.

ستكتسي حلبة الثيران بمدينة وهران، التي تعد الوحيدة من نوعها بإفريقيا، حلة جديدة مع مطلع السنة المقبلة ,2012 وذلك بفضل عمليات الترميم والتهيئة التي استفادت منها، مما سيحولها إلى فضاء لاحتضان التظاهرات الثقافية والفنية والرياضية، وموقعا لنشاط الحرفيين.
وتعرف أشغال ترميم هذا المرفق التاريخي التي انطلقت في 2009 تقدما بنسبة 95 بالمائة، في انتظار استكمال العمليات الأخرى؛ منها تهيئة الساحة الرئيسية التي كانت تحتضن في الماضي استعراضات مصارعة الثيران، حسب مسؤول مكتب الدراسات للهندسة والترميم والمحافظة لوهران، المعتمد بوزارة الثقافة والمشرف على هذه العملية.
وبعد أشغال دعم بناية حلبة الثيران المشهور عند الوهرانين باسم ''الطورو'' والذي أخذ منه اسم الحي المتواجد به، مسّت عملية الترميم ثلاث غرف موجّهة للفنانين وقاعة شرفية ومطبخا، مع تهيئة 20 ورشة للحرفين الذين ينشطون في شتى الصناعات التقليدية منها؛ النحت، السيراميك والحدادة الفنية. كما تدعّم هذا الصرح الذي استفاد من غلاف مالي يقدر بـ 200 مليون دج باستحداث مطعم تقليدي لإبراز خصوصيات الطبخ الوهراني ومقهى شعبي، إضافة إلى تحديث شبكتي المياه الصالحة للشرب والتطهير وكذا تعميم الإنارة.
وقد أوكلت الأشغال المنجزة من طرف اليد العاملة الجزائرية مائة بالمائة إلى ثماني مؤسّسات جزائرية، حسب ما أوضحه مسؤول مكتب الدراسات والمهندس المختص في الترميم السيد بن شريف، كما تمّ اعتماد في ترميم هذا المعلم التاريخي المبني بالحجارة ومادة التيف المستخرج من منطقة ''كوشة الجير'' بوهران، التقنيات القديمة المستعملة في تشييده مع استخدام نفس المواد الطبيعية منها الجير، للحفاظ على صورته المعمارية الأصلية والنادرة في نفس الوقت، وفي هذا الصدد، أشار السيد بن شريف إلى أنّ عملية الترميم تمّت وفق ما تنصّ عليه القوانين الخاصة بحماية وترميم المعالم الأثرية والتاريخية المصنفة، ''على الرغم من أنّ هذا المرفق غير مصنّف وطنيا''.          
عندما تطأ قدما أيّ زائر عتبة حلبة الثيران بوهران الذي شيّد سنة ,1908 بطلب من الإسبان المقيمين بالمدينة آنذاك تراوده صور ومشاهد لمباريات مصارعة الثيران وسط تصفيقات وهتافات المتفرّجين لتشجيع المصارع (توريادور)، وقد حظي هذا المعلم التاريخي المتربّع على مساحة تقدر بـ 4800 متر مربّع، ويبلغ محيطه 210 أمتار بتوسعة سنة ,1954 لترتفع بذلك طاقة استيعابه من 7 آلاف إلى 10 آلاف متفرج، حسب ما أشير إليه.
واحتضنت هذه الحلبة المتميّزة بتصميم معماري ومساحة تضاهي تلك الموجودة بمدينة نيم (فرنسا) وببعض المدن الإسبانية، عدّة مباريات في مصارعة الثيران خلال الحقبة الاستعمارية قدّمها مصارعون مشهورون، على غرار لويس ميغال دومينغو، حسب ما جاء في وثيقة تاريخية حول حلبة الثيران بوهران.
 

عندما يجرنا الحديث عن العلامة محمد بن شنب، تظهر الجزائر العميقة من خلال شخصيته بكل جلياتها وتفاصيلها الحضارية، التي تتجلى من خلال أبحاثه ودراساته وتحقيقاته العلمية، وتزيدها بروزا شخصية الرجل الذي يعد نموذجا للجزائري الخالص، الذي بقي وفيا لجزائريته رغم زحف المدينة الغربية التي غيرت الأذهان والجدران، إلا أنها لم تستطع أن تأخذ من محمد إلا ما يأخذه العاقل من العلم النافع لأنه فرض.هكذا بقي بن شنب جزائريا في سلوكه وفي هندامه، ولهذا بقيت شخصيته نافذة مفتوحة للدارسين والباحثين للتحري والكشف عن قدرات هذا العلامة، والتي تمثلت في تنظيم الملتقيات العلمية ومن بينها الملتقى الوطني محمد بن شنب الذي ترعاه وزارة الثقافة وتشرف عليه بالتنسيق مع جامعة المدية، مديرية الثقافة وجمعية بن شنب للمسرح والموسيقى والذي ستنطلق أعماله غدا الإثنين.
عندما نتكلم عن العلامة بن شنب، نستحضر من خلاله مجموعة كبيرة من علماء الجزائر، وكيف لا وهو الذي أخرج كتاب ''البستان'' لابن مريم من ظلمات القرون الوسطى وأدخله المطابع الحديثة بدراسة علمية معاصرة ونفض عنه كل الأتربة لتظهر الجزائر من خلاله عقدا حضاريا لامعا يزين تاريخها الثقافي والعلمي.
لم تكن اختيارات محمد بن شنب في دراساته وأبحاثه اعتباطية، بل كانت مدروسة بعناية كاملة، خصوصا وأنه ذلك العالم الذي وجد نفسه بين نخبة علمية أوروبية وفرنسية تستند على ماضيها الفلسفي وحاضرها العلمي، ولم يكن للجزائر من ذلك إلا تلك الأضرحة وتلك العادات والتقاليد التي بمرور الزمن تحولت عن جوهرها وفلتت من قانونها واتخذت الأسطورة مرجعا والتخاريف علما دون أن تكون لها عقول ممحصة مصححة، لأن تلك الأضرحة كان سكانها علماء ينشرون العلم الصحيح والدين الصحيح الذي يقرن بالعمل وأي عمل، العمل الصالح.
محمد بن شنب الذي فتح عينيه في هذه الدنيا في خريف 1869 في أسرة ميسورة ترجع جذورها الى مدينة »بروسة« التركية، نشأ نشأة تربوية إسلامية جزائرية، حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، ليلتحق بعدها بالمدارس التي أنشأتها فرنسا، فتعلم الفرنسية وقرأ آدابها وتاريخها، ثم التحق بمدرسة المعلمين الفرنسية ببوزريعة ليتخرج منها حائزا على شهادة تعليم اللغة الفرنسية وآدابها في المدارس الابتدائية. وواصل محمد دراسته العليا ليتحصل على شهادة مدرسة الآداب العليا ويعين مدرسا للأدب العربي في مدرسة قسنطينة سنة 1898 لينتقل بعدها الى مدرسة الجزائر التي ظل يدرس بها مدة 14 عاما، لتتم ترقيته إلى القسم الأعلى من المدرسة لتدريس النحو والأدب وعلوم البلاغة والمنطق، وواصل طلبه للعلم حتى تحصل على شهادة دكتوراه من كلية الآداب بجامعة الجزائر بعد تقديمه لرسالتين علميتين الأولى عن الشاعر العباسي »أبي دلامة«، والثانية »الألقاب الفارسية والتركية المتبقية في لغة العامة بالجزائر«، ليدرس بعدها في كلية الآداب. وقد اهتم العلامة محمد بن شنب رحمه الله، بالدراسات الأدبية واللغوية والتاريخية وتحقيق الكتب، إلى جانب مقالاته العلمية المنشورة في الدوريات العربية والأجنبية، وكان يجيد إلى جانب اللغة العربية والفرنسية اللاتينية والإنكليزية والإسبانية والألمانية والفارسية والتركية. وقال عنه العلامة محمد كرد: » شاهدته في مؤتمر المستشرقين في أكسفورد وهو يلقي أحد بحوثه بالفرنسية وهو في لباسه الوطني، عمامة صفراء ضخمة وزنار عريض وسراويل مسترسلة ومعطف ''قاط'' من صنع بلاده، فأخذت بسحر بيانه واتساعه في بحثه، وظننتني استمع لعالم من أكبر علماء فرنسا وأدبائها في روح عربي وثقافة إسلامية، أو عالم من علماء السلف جمع الله له بلاغة القلم وبلاغة اللسان ووفر له قسطا من العلم والبصيرة، وقد فطر على ذكاء وفضل وغرام بالتحصيل، وقيض له أن يجمع بين الثقافتين ينبغ ويفصح في كل لغة بمعانيها«.
محمد بن شنب رحمه الله ينتدب في جميع الامتحانات العالية ويترأس لجنة من لجانها التي تتألف من كبار العلماء الفرنسيين.
وقال عنه تلميذه محمد سعيد الزاهري: » أنه التقى به في لجنة الامتحان في تونس سنة 1922 في الكلية الزيتونية مع العلماء الفرنسيين فوجده عالما جزائريا غير متجنس بالفرنسية، ورئيسا مشرفا على لجنة علمية فرنسية يرأس جلستها بزيه الجزائري، وحين حضرت صلاة العصر أوقف الجلسة للاستراحة وقام فصلى«.العلامة محمد بن شنب والثقافة الشعبية في الملتقى الوطني الذي تحتضنه جامعة المدية في 12 و13 ديسمبر الجاري، هو في الحقيقة ليس رمزا فقط في الثقافة الشعبية وإنما في أصالة وشخصية الرجل ووطنيته، فالرجل عالم أكاديمي وباحث محقق، تتجلى ثقافته الشعبية في خدمة هذه الثقافة والاشتغال عليها علميا، ومنها كتابه الموسوم بـ »مجموع أمثال العوام بأرض الجزائر والمغرب« الذي طبع في باريس في ثلاثة أجزاء، وكذا كتابه »الألفاظ التركية والفارسية الباقية في اللهجة الجزائرية«.
الملتقى الذي يسلط الضوء على العلاقة بين بن شنب والثقافة الشعبية سيثير عدة موضوعات منها آثاره الإبداعية وحياته وأعماله، ودراسة الأمثال الشعبية من خلال معجمه »كالمرأة في المثل الشعبي« و»السخرية« و»الحكم والأمثال« و»النزعة الشعبية« و»الثقافة الشعبية« و»الشعر الشعبي«، هذه الموضوعات التي تكون محور هذا الملتقى العلمي يتناولها أساتذة مختصون منهم اسماعيل محروق، العربي بوجلال، عائشة ملكار، سعيد بن زرقة، لوصيف لخضر، عبد الحميد بورايو، سعد الدين بن بابا علي وغيرهم من الباحثين والدارسين.
محمد بن شنب في شخصيته العلمية والوطنية التي بقي محافظا عليها من خلال هندامه الذي يميزه عن بقية العلماء الفرنسيين، والذي أبى من خلاله الذوبان والتلاشي في ثقافتهم وموروثاتهم وفضل أن يكون جزائريا في شخصه في هندامه عالما متفتحا في فكره، وهكذا استطاع محمد بن شنب أن يكون الجزائري الذي بقي رمزا لجزائريته إلى أن جاءه اليقين في شهر الله شعبان 1347هـ 1929م، وهو دفين مقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر العاصمة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)