الجزائر

العلاج بين الطب التقليدي والحديث



يقال بأن الشعر نصف جمال المرأة، إذ يشكل جزءا من إطلالتها وتوليه عناية كبرى وتسعى جاهدة إلى تحسين مظهره بطريقة أو بأخرى، بل وصار محل تنافس الكثير من الفتيات اللواتي يتأثرن بالصور المعروضة للفنانات، ليسارعن إلى تقليدهن في التسريحة والقصة وغيرهما، إلا أن الكثيرات منهن يعانين من مشكل تساقط الشعر، مما يؤثر سلبا على نفسياتهن ويؤدي إلى شعورهن بعدم الثقة، بل وقد يتعدى الأمر إلى تصديق كل ما يقال من أساطير وخرافات تخص العلاج السريع والفعال.تعيش المرأة نفسية صعبة إذا حدث ورأت شعرها يتساقط كأوراق الخريف، فتعمد إلى استعادة نصف جمالها لتصبح تائهة بين المعروض في الأسواق، وما توصي به الصديقات، باحثة عن الحلول الجذرية لمشكلتهن.
التداوي بالزيوت والأعشاب.. بين مؤيد ومعارض
في ظل انتشار استخدام العلاجات الطبيعية، سواء كانت عشبة أو مستحضرا مستخلصا من النباتات، شجعت جهات على الطب البديل، حيث أثبتت النباتات قدرتها على علاج الكثير من الأمراض والمشاكل الجلدية، على غرار تساقط الشعر، إلا أن التداوي بالأعشاب مليء بالمخاطر، وهناك حقيقة علمية تؤكد أن أي دواء، سواء كان عشبيا أو كيميائيا، لابد أن تكون له آثار جانبية، حيث ينصح العديد من خبراء التجميل وأطباء الجلد بعدم خلط الزيوت دون التأكد من تناسبها معا، واستشارة مختصين.
تقول حنان طالبة في قسم الصيدلة "أنا شخصيا استشير طبيبا مختصا وأخاف من الأعشاب أكثر من المواد الكيماوية، خاصة أن منها ما هو قاتل، فلا أستطيع أن أضع ثقتي الكاملة في العطارين ومروجي الأعشاب والخلطات، في حين أفضل اقتناء أدوية كيماوية موصوفة من أهل الاختصاص، وهذا ما يشعرني بالأمان".
أما إيمان طالبة في الثانوي، فتقول بأنها تفضل الطرق الطبيعية، على مقولة "إذا ما نفعك ما يضرك"، في حين تعتبر أن المواد الكيماوية لها أعراض جانبية بقدر ما تعالج المرض، كما تعتبر أن الأعشاب ثمنها جد منخفض مقارنة بمفعولها.
الدكتورة يونسي فريال: استشارة المختص ضرورة
في نفس السياق، أكدت لنا أخصائية الجلد، الحكيمة يونسي فريال، أن هناك الكثيرات من يقصدنها وشكواهن الوحيدة تساقط الشعر، لكن غالبا ما يفعلن ذلك بعد أشهر أو حتى بعد سنوات من بداية ظاهرة التساقط، وخلال هذه الفترة، يشكين مشكلهن هذا للأهل والأصدقاء، ويستمعن لنصائح عديدة هنا وهناك، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تستغل المواضيع التي تخص جمال المرأة لجمع المتتبعات والتعليقات من أجل ربح المال، فينصحهن البعض بقص الشعر كي ينمو، بينما ينصح آخرون بتجريب خلطات متنوعة من أعشاب وزيوت مختلفة، وبهذا تضيّع المرأة الكثير من الوقت والجهد والمال، دون أن تعرف السبب الرئيسي لتساقط الشعر.
أشارت متحدثتنا إلى أنه قد يكون المشكل فيزيولوجيا طبيعيا أو مؤقتا يتوقّف من تلقاء نفسه، أو مؤقتا يحتاج إلى العلاج. كما قد يكون نتيجة مرض ما مثل خلل في الغدة الدرقية، وهذا ما يستدعي إجراء التحاليل اللازمة. أكدت المختصة على إلزامية مراجعة طبيب الأمراض الجلدية، فهو المؤهل لمعرفة سبب التساقط وتحديد نوع المرض إن وجد، ووصف العلاج المناسب وتقييم نسبة نجاح هذا العلاج، وقد يضطر الطبيب إلى تغييره في حالة ما إذا لم يتفاعل جسم المريض معه.
أشارت الحكيمة إلى التقنيات الحديثة، على غرار "البلازما"، فقالت بأنها تتمثل في حقن المريض بدمه، وهي لا تحتوي على أية خطورة، كونها لا تعتمد على عنصر دخيل، وقد تساعد على تحسين نمو الشعر وإيقاف تساقطه، والنتيجة تأخذ وقتا وتختلف من حالة لأخرى، هذا لا يعني أنّها تحدث تغييرا جذريا، إلا أنها آمنة فلا مانع من تجريبها في حالات تساقط الشعر.
❊إحسان رنيمي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)