الجزائر

العلاج بالفن طريقة مثلى لتعزيز ثقة الطّفل المعاق بنفسه



قدّم الأستاذ الهاشمي بوزيان، أمس الأول، بمركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر حصن 23، محاضرة تحت عنوان "دور الفنون التشكيلية في تأهيل ذوي الإعاقات الذهنية"، وذلك في إطار مواصلة برنامج معرض "الفارس للفنون التشكيلية".شكّل موضوع "العلاج بالفن"، محور الندوة التي اختتمت على إثرها الطبعة الأولى من معرض "الفارس للفنون التشكيلية"، حيث قدّم خلالها الأستاذ الهاشمي بوزيان، مفتش التربية التشكيلية، مدير مركز الابداع الفني المعاصر ،فوائد الرسم لذوي الاحتياجات الخاصة ودوره في تلقينهم مهارات جديدة، من شأنها أن تساعدهم على التعرف على أنفسهم.
وأوضح المحاضر أنّ العلاج بالفن هو طريقة جديدة تتبعها أغلب الدول المتقدمة، حيث أنه بمثابة برنامج بديل للدواء، يتم عن طريق استعمال وسائط علاجية، تمكّن ذوي الاحتياجات الخاصة من اكتساب مهارات أفضل في حل المشكلات، كما تسمح لهم بتطوير القدرة على رؤية إبداعاتهم، وإقامة روابط بين ما يبدعونه وما يشعرون به في الوقت الحالي.
وشرح بوزيان مختلف التقنيات المرتبطة بالفن التشكيلي المندرج ببرنامج إعادة التأهيل، والذي يشرف عليه في مركز الابداع الفني المعاصر، وقدّم من خلاله نماذج عن الورشات المفتوحة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما استعرض صورا توضيحية للوسائط العلاجية المباشرة، ومحاور هامة أثرى بها مداخلته القيمة، حيث أكّد في محور "مقابلة مع العلاج بالفن" أنّ الأمر العلاجي هنا لا يقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، موضحا بأن الخربشة، التلوين والنحت هي طرق جديدة للشفاء والعناية بالنفس، وفرصة للتخلص من ترسبات القلق الناتجة عن ضغوطات الحياة اليومية، وقال في السياق "في العلاج بالفن لا نحبّذ الكلام كما هي الحال في العلاج النفسي اللفظي، لن أطلب منك أن تخبرني قصة حياتك، لتحليلها ولفهم مشاكلك الخاصة والتغلب عليها، وإنما أقترح عليك مقابلة مع الفن والذهاب في رحلة معه لاستكشاف نفسك من خلال التجارب الإبداعية".
وأشار بوزيان إلى تجربته في تأليف ما يقارب 40 كتابا حول الطرق العلاجية بالفن التشكيلي، واستحضار إدارة المشاعر من خلال التركيز بالفن، وفي ذات الإطار ذكر بأنه اكتشف أن الورشات والوسائط هي الأساس في هذا المجال، مما جعله يطور من أسلوب المادة المقدمة، إلى جانب ما اكتسبه من خبرة خلال دورات علمية قام بها خارج الوطن.
وخلص الهاشمي بوزيان، إلى أن العلاج الفني عموما هو طريقة مثلى لتعزيز ثقة الطفل المعاق بنفسه، وتشجيعه على الإبداع وعلى إثارة الاهتمام بالفنون، كما يسمح هذا العلاج الهام لهاته الفئة باستحداث كيفية التواصل بطرق جديدة، كما يساهم في إدارة عواطفهم، وتحسين مهارات التركيز لديهم، إلى جانب تطوير مهاراتهم اللغوية التي قد لا يتمكّنون من الوصول إليها بطريقة أخرى على سبيل المثال، من خلال رسم صور لما يرونه أو تأليف موسيقى عندما يشعرون بالسعادة أو الحزن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)