بسبب ضغوطات الحياة اليومية
العصبية.. مشهد روتيني لدى الجزائريين
يزداد منحى العصبية لدى فئات المجتمع الجزائري سنة بعد أخرى بدليل انتشار الأمراض النفسية والانهيارات العصبية وتبقى على رأس أسبابها العصبية التي صارت تطبع العديد من الجزائريين فعبارة الجزائري دمو سخون صارت شعارا تمخضت عنه مواقف ومشاهد تعكس صفة العصبية تظهر في الصراخ عبر الشوارع والسب والشتم وحتى العراكات اليومية التي تندلع لأتفه الأسباب في حين ينصح الأطباء والمختصون في علم النفس والأعصاب بتجنب تلك الطباع التي من شأنها أن تتطور إلى حد الإصابة بانهيارات عصبية وأمراض عقلية.
نسيمة خباجة
الضغوطات اليومية تختلف وتتنوع من شخص إلى آخر إلا أن بعضها يتحد بين مجموعة من الأشخاص مما يولد طبع العصبية والصراخ وحتى التفوه بكلمات غير لائقة ما يظهر من العراكات على مستوى الشوارع والملاسنات وغيرها من المواقف الروتينية التي بتنا نشاهدها في كل وقت وحين عكست انتشار العصبية والنرفزة في أوساط الجزائريين.
صراخ.. ملاسنات وعراكات
ما إن تطأ أقدامنا الشوارع حتى يجذبنا منظر احدهم وهو يصرخ حتى يخرج صدى الصوت من نوافذ السيارة إذ يتكرر المشهد وسيدة أخرى تعاتب ابنها الذي تمسكه من يده لأنه لم يدرس جيدا وملاسنات وعراكات لدى أشخاص آخرين مما يفسر أن بعض الجزائريين إن لم نقل أغلبهم صاروا كالقنابل الموقوتة وغلب عليهم طبع العصبية مما يضر ويهدد نفسيتهم وصحتهم الجسمية عادة ما تندلع تلك الملاسنات والعراكات لأتفه الأسباب ولا يحتاج الموقف إلى الغضب والقلق والمراهنة بالصحة.
اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم..
تقول السيدة فايزة: بالفعل صار القلق طبع البعض مما يجعل المرء يتفاداهم سواء في الشارع أو العمل لتجنب المشاكل والدخول في صراعات لا نهاية لها ورأت أن السبب يرجع إلى عصبية البعض وسرعة غضبهم بحيث إن ظروفهم تجعلهم يصبون جام غضبهم على الآخرين متى أتيحت الفرصة لذلك وعنها فقالت إنها لا تتسم بالعصبية كما أنها لا تدخل في صراع مع الأشخاص العصبيين وتكظم غيظها وتغادر المكان حتى تهدأ الأمور فديننا الحنيف ينهى عن المشاحنات بين الناس تقول.
أما السيد إسماعيل فقال إن الحياة اليومية في المدينة منبع للقلق والتوتر والغضب بسبب الاختناق المروري الذي عادة ما يزيد من غضب السائقين فتندلع ملاسنات بينهم في الطرقات وهو مشهد متكرر بالإضافة إلى التزامات العمل ونقص وسائل النقل بالنسبة لمن لا يملكون سيارات هي كلها عوامل تزيد من القلق وعدم قدرة الشخص على تحمل كل هذه التراكمات فتنجم عنها العصبية إلا أنه وجب الابتعاد عنها والتعامل بحكمة ورصانة مع ظروف الحياة.
الإدارة مرآة عاكسة
بعض مصالح الإدارات العمومية على غرار البلديات والدوائر ومصالح الضمان الاجتماعي ومراكز البريد وغيرها باتت فضاء لتلك الصراعات اللامتناهية وتعتبر مرآة عاكسة لعصبية البعض ممن تربطهم مصالح بتلك الإدارات بحيث صارت تلك الأخيرة مساحة للصراعات بين المواطنين والأعوان وتكثر المشاهد بصفة تكاد تكون يومية فالمواطن يستعجل قضاء مصلحته والعون الإداري يبرر بكثرة الالتزامات وزحمة المواطنين على شبابيك الإدارة العمومية مما يخلق علاقة تنافر بين الطرفين كما أدى الأمر إلى إخضاع الطوابير إلى النظام الآلي وتنظيم الأدوار وتجنب الفوضى إلا أن كل تلك الإجراءات لم تغيّب الملاسنات والعراكات عبر تلك المصالح ووصلت إلى حد العراكات بين الأعوان والمواطنين.
في موقف عايشناه بمصلحة الضمان الاجتماعي بالقبة بالجزائر العاصمة قام أحد المواطنين بحمل الحاسوب ورميه صوب الموظف وهو في خضم عمله بعد أن تحجج على سوء الخدمة والتماطل في تأديتها من طرف العون مما أدى إلى تدخل أعوان الأمن لفض النزاع.
ناهيك عن العراكات اليومية عبر مصالح الحالة المدنية بالبلدية وغيرها من مشاهد العصبية التي باتت في كل مكان في السوق والمحطة والحافلة وغيرها من الأماكن العمومية.
طريق إلى الانهيارات العصبية
العصبية شعور ورد فعل استجابي للضغط ولبعض اضطرابات القلق والذي يتضمن سلسة من الاستجابة الهرمونية والفيزيولوجية للتعامل مع الضغط والتوتر. ينتج عنه زيادة في إفراز مستوى هرمون الأدرينالين أو ما يسمى ابينفرين في الجسم مما يتسبب في زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس مما يتسبب بالشعور بالعصبية بينما القلق أو ما نسميها اضطرابات القلق هي أحد الاضطرابات النفسية والتي تسببها العديد من العوامل مثل الوضع النفسي والاجتماعي والجيني يحتاج اضطراب القلق للعلاج ولا يزول من تلقاء نفسه توثر اضطرابات القلق على الحياة الشخصية بسبب الأعراض المتكررة كما تكون أعراض اضطرابات القلق أكثر حدة وقد تتضمن الصداع والتعرق وتسارع ضربات القلب ضيق الصدر واضطرابات المعدة والإسهال والتعب العام وصعوبة التركيز.
ويحذر الأطباء من تحوّل العصبية والقلق إلى سلوك يومي ما من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية والدخول في حالات اكتئاب وقد تصل الخطورة إلى الانهيارات العصبية بسبب التراكمات والهزات النفسية التي تحدث للشخص فمصاعب الحياة يمكن تخطيها بالهدوء والروية وعدم تضخيم الأمور والتعامل بعقلانية مع مختلف الظروف لتحقيق الاستقرار النفسي وتجنب مختلف الأمراض الجسمية والنفسية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php