قدمت تعاونية " كواكب 77 " بوهران ، العرض العام لمسرحية "الحسرة و التنهاد"، احتضنته أمس الأول قاعة المسرح الجهوي عبد القادر علولة، حيث تابعه جمهور غفير، الذي استمتع بهذا العرض المتميز، من تأليف و إخراج عز الدين عماري، تناول فيه ظاهرة الانتحار بكل خلفياتها و مخلفاتها السلبية، و دوافعها والأسباب التي جعلتها تنتشر بشكل مخيف في أوساط المجتمع، المسرحية حاول الكشف عن بعض المشاكل والأوضاع المزرية، التي جعلت بعض الشباب يفكرون في وضع حد لحياتهم، و كذا دق ناقوس الخطر، من خلال معالجة درامية و مشاهد قوية، تدور أحداثها حول شخصيتين محوريتين متناقضتين، إحداهما راجعت نفسها و قررت التشبث بالحياة و الأخرى منهارة تبحث عن الموت، هما "الحسرة" التي جسدها الممثل الحاج ابراهيم بوزيد، شاب أنهكته البطالة، و سئم من البقاء عالة على أسرته، و من المشاكل التي باتت تحاصره في كل مكان، و هو ما جعله يظهر في صورة مجنون حفاظا على كرامته، أما الشخصية المحورية الثانية في هذا العرض، فتتمثل في "التنهاد"، التي تقمصها الممثل اسماعيل بلقايد، شاب في مقتبل العمر، يصدم أثناء الشروع في تقسيم الميراث بعد وفاة والده ، أنه غير معني بذلك، باعتبار أنه ابن بالتبني، و بعد اكتشافه لهذه الحقيقية المرة، يحاول الانتحار ثم "الحرقة"، غير أن كل محاولاته باءت بالفشل.فكلاهما "الحسرة" و " التنهاد" يلتقيان في غرفة واحدة، بمصلحة للأمراض العقلية، و من هنا يبدأ الصراع بينهما، من أجل الحياة و الموت، حيث يعتقد كل واحد منها بأن الآخر طبيبا، المسرحية حاولت بطريقة أو بأخرى، تعرية الواقع و كشف الأسباب الكامنة وراء إنتشار هذه الظاهرة، التي أخذت منعرجا خطيرا ببلادنا كما في سائر الدول، و تقديم العبرة من خلال تجار بعض الشباب و عينات من المجتمع، حيث عمد المخرج على جعل نهايتها، تتسم بالتسامح مع الذات و المجتمع، و تقبل الوضع و التراضي و التفاؤل بمستقبل أفضل، و قد ساهم في إخراج هذه المسرحية، بوزبوجة غفور الهواري ، أما السينوغرافيا فهي من تصميم سعيد ميسوم، الذي أثار أن يرتكز الديكور على مجسمات مستوحاة من التراث الأمازيغي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زكية كبير
المصدر : www.eldjoumhouria.dz