الجزائر

العرض الشرفي للوثائقي ''ها قد أصبحنا غرباء على أرضنا'' صور عن الإجرام الحضاري لفرنسا وطمس الهوية الجزائرية



عرض سهرة أول أمس، بالمركز الدولي للصحافة، رشيد بابا أحمد، بتلمسان، الوثائقي السينمائي
ها قد أصبحنا غرباء على أرضنا   للمخرجة مريم حميدات، الذي نقل صورة عن جرائم الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الجزائرية وماضي الحاضرة التاريخية لعاصمة الزيانيين.
استهل الفيلم بلمحة تاريخية حول ظروف سقوط عاصمة الزيانيين، في قبضة الاستعمار الفرنسي، والذي تفاجأ جنده وضباطه بدرجة التحضّر العمراني الذي كانت عليه المدينة، لتشرع إدارة الاستعمار في شنّ حرب شرسة على ماضي الحاضرة التاريخية، في محاولة لطمس معالمه وتغريب المكان وإبعاده عن هويته.
كانت البداية بهدم المدرسة التشفينية، التي تعتبر بمثابة الجامعة في القرن الثالث عشر ميلادي، ثم تحويل مسجد أبي الحسن التنسي، إلى إسطبل للدواب غداة سقوط المدينة، ليتحول بعدها إلى متحف وهو تحفة عمرانية تاريخية بوسط تلمسان، قريبا من جامعها الأعظم.
وامتدت يد الإجرام الحضاري إلى تدنيس الهوية الجزائرية، من خلال سرقة وتحويل وإتلاف مخطوطات وكنوز تراثية نادرة، حسب شهادة الباحث إبراهيم شنوفي، الذي استنطقه العمل. مفيدا أن فرنسا حاولت بكل الطرق طمس الهوية الجزائرية، لما تفاجأت بوجود حضارة متقدمة في تلمسان، على عكس ادعاء الاستعمار أنه جاء ليحضر الشعب الجزائري المستعمر. وهو الموقف الذي نقلته كاميرا حميدات على لسان الباحث الجامعي سيدي أحمد النقادي من جامعة تلمسان قائلا فرنسا أتلفت أكثر من مائة معلم تاريخي أثري، كانت تمثل شواهد تاريخية للحضارات المتعاقبة على جوهرة المغرب العربي .
وتميّز العمل السينمائي بجمالية الصورة ودعّم بشهادات مقابلة من الطرف الآخر، منهم باحثين فرنسيين مثل جيل مونصرون ولور سيف يلين، اللّذان أكدا أن الاستعمار الفرنسي للجزائر، كان جريمة في حق هوية شعبها، وأن قانون إدماج الأهالي، كان مجحفا في حق الجزائريين، حين حاول إعطائهم الهوية الفرنسية دون كامل حقوق المواطنة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)