الجزائر

العرض الشرفي لفيلم "الكاذب" تشريح ظاهرة الانحراف


تم أمس، بقاعة ابن زيدون، تقديم العرض الشرفي لفيلم ”الكاذب” للمخرج علي موزاوي، عبر قرابة ساعة ونصف الساعة تم التطرق فيه إلى ظاهرة النفاق الاجتماعي والكسب السريع من خلال المتاجرة بالمخدرات.
انطلق العرض بمشهد العائلة البسيطة التي تعيش في هدوء واستقرار إلا أن ابنها المتمرد ”عبد الرحمان” غير مقتنع بحالها وبتواضعها ليحتج في كل مرة على أطباق ”المقارونة” و«العدس” و«اللوبيا” ومن وراء ذلك فهو يحتج على الفقر متهما الوالد بأنه هو المتسبب الأول في ذلك رغم أن عبد الرحمان ميكانيكي ناحج لكنه لا يرضى بأجره فيختلق الأعذار لصاحب المرآب كي يأخذ منه مالا إضافيا كأن يدعي مثلا بأن أمه مريضة.
يستمر عبد الرحمان في هذا الطريق المنحرف لتربطه صداقات مع شباب عانوا نفس ظروفه لذلك أحبهم وأحبوه رغم انغماسهم في عالم المخدرات.
في هذه الأثناء، يلتقي عبد الرحمان (الممثل شريف عزرو) ليلى (ياسمينة بوخليفة) ويقنعها بحبه لها ويكون صادقا في ذلك لكنه يوهمها بأنه ابن رجل أعمال وأنه دائم السفر ليطلبها من أبيها ويقترب موعد الزفاف.
والد ليلى (الممثل أرسلان) من جيل مجاهدي الثورة التجريرية، مقعد، رجل رومانسي، مرتبط بذكريات زوجته مشبع بالقيم والمبادئ التي ربى عليها ابنته الوحيدة المعلمة ليلى. يتواصل الكذب والانحراف إلى أن يقرر عبد الرحمان أن يشارك زعيم عصابة المخدرات لكن هذا الزعيم ترصده ذات يوم عندما أراد أن يخلص أصدقاءه من انتقامه (أي الزعيم)، وبينما يموت صديقاه يشفى هو من رصاصة أطلقت عليه، إلا أنه يقع في آخر المطاف في يد الشرطة ليكتشف انحرافه وجميع الأخطاء التي وقع فيها ليقدم اعتذاره وندمه لوالده.
فيلم ”الكاذب” ذو إخراج جيد والصورة فيه سيدة لكنه لم يخل من التقطيع في تسلسل المشاهد أو في ازدحامها بمعنى أن المشاهد قد يرى مشهدا لا ضرورة له في الفيلم غير كامل مبهم غير مرتبط بسياق الفيلم، كأن تسير سيارة طويلا مثلا ثم تتوقف في حاجز أمني ثم ينتهي الأمر”.
مباشرة عقب الفيلم، أشار مخرجه علي موزاوي في ندوته الصحفية، إلى أنه أراد أن يقدم بورتريه لأب جزائري مثالي خاصة من خلال والد ليلى المجاهد سي حسان. فرغم أنه مقعد ومرتبط بالماضي الأليم فهو إنسان مثقف ومتفتح ومشجع لطموح المرأة، قد يكون هذا الطرح غير مطابق للواقع كما يؤكد المخرج باعتبار مجتمعنا ومنه المجتمع القبائلي لا يزال محافظا أو منغلقا في موضوع المرأة.
يقول ”ليس من الضروري أن تحاكي السينما الواقع بحذافيره بل يجب أيضا أن يحضر الخيال ليكون نموذجا لتغيير مجتمعنا، فالسينمائي ليس بالضرورة أن يكون وراء المجتمع ليسجل اهتماماته، لكنه أيضا عليه أن يكون في الصفوف الأمامية كي يقود حركة تغيير المجتمع”.
ويضيف: ”تناولت موضوع انحراف الشباب وقضية المخدرات التي بدأت تضرب بقوة مجتمعنا” كما أشاد المخرج بأداء الفنانين الشباب الذين وقفوا أمام الكاميرا لأول مرة.
للإشارة، فإن الفيلم باللغة الأمازيغية (القبائلية) وفيه مشاهد كثيرة بالعربية، الأمر الذي يراه المخرج ديناميكية لغوية، مؤكدا أن اللهجة القبائلية للفيلم لا تعني بالضرورة أنه موجه لجمهور منطقة القبائل بل إنه يستهدف الجمهور الجزائري ككل ولم لا الجمهور عبر مختلف مناطق العالم كما أن أحداث الفيلم التي صورت في هذه المنطقة، أو في الغرب الجزائري لا تعني أن الظاهرة مقتصرة على المنطقتين فقط.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)