الجزائر

«العرس الوحشي» محاكمة للوجد الغربي في الشرق الأوسط


«العرس الوحشي» محاكمة للوجد الغربي في الشرق الأوسط
يشارك الدكتور إدريس قرقوة، بالدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، كمعقب على المسرحية الأردنية «العرس الوحشي». النص المسرحي الذي أنتج عدة مرات، سواء في العراق أو الأردن، حيث فاز بجائزتي أفضل نص وأفضل عرض متكامل، اقتبسه الكاتب المسرحي العراقي «فلاح شاكر» من رواية بنفس العنوان للفرنسي يان كفلك.خمّن الدكتور إدريس قرقوة، أستاذ بقسم الفنون في كلية الآداب واللغات والفنون بجامعة سيدي بلعباس، بأن رواية «العرس الوحشي» تعطي إضافة جديدة للمسرح العربي وطروحات هامة للكتاب، معتبرا أنّ «فكرة النص جميلة، تدل على مدى جودة الإخراج وإتقانه وسيعاد اكتشافها من جديد وكأننا نشاهدها لأول مرّة، على الرغم من أنها نفس الكلمات والنص، لأن «المسرح»، بحسبه، عكس «السينما»، يحتمل الاختلاف في القراءات حسب الزمان والمكان.تدور أحداثها حول صبية، اغتصبها 3 جنود نازيين من المارينز في الحرب العالمية الثانية، تاركين بذرة غريبة في أحشائها، يخرج المولود إلى الحياة فيجد نفسه في محيط آخر بدون هويّة ونظرات ازدراء من قبل العائلة والمعارف وحتى الأم ترفضه وتحاول قتله مراتْ عديدةً لكنها لا تنجح، فتعامله بقسوة مفرطة ليعيش فصاميا معزولا ومشردا.تنتهي الرواية بقيام الإبن بقتل والدته خنقا في البحر كطريقة وحيدة لمعانقتها للمرة الأولى والأخيرة، لم يقتلها أهلها غسلاً للعار، لسبب لا يحدده المؤلف، تاركاً للمتلقي أن يتخيله، من خلال ملء الفراغ الذي يشكله في فضاء النص، ذلك الفراغ الخلاق الذي اعتبره إدريس قرقوة محاكمة للوجد الغربي في منطقة الشرق الأوسط والصراعات في العالم العربي.قال نفس المتحدّث ل «الشعب»: هذا الغربي الذي لا ينظر إلى العربي في منطقتنا العربية على أساس أنه إنسان له كيان ومشاعر، وإنما يتعامل معه على أساس سلعة بنظرة دونية مليئة بالاحتقار والازدراء والسخرية والمهانة، على الرغم من أنهم يتعاطفون مع الحيوانات، ولهذا مدلول آخر.العرض، يضيف محدّثنا، هو عبارة عن محاكمة لتلك النظرة، لأنّه لو لم تكن تلك النظرة موجودة وكامنة في اللاشعور لدى جنود المارينز لما اغتصبوا تلك المرأة العراقية، قاصدا بها «النظرة المزدوجة»، كما بينها محدّثنا بأنّهم يدعون أنهم داعمو الحرية والديمقراطية، لكن هذا الغرب يمثل العدو والغزو والقتل والإغتصاب، متسائلا في الختام: فأي غرب نختار وأي وجهة نتّجه؟
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)