الجزائر

العرب حقل تجارب لأسلحة الدمار



يتشكل موضوع «الحروب الذكية، وإلكترونيك الدفاع» من متغيرين أساسين يتبع كل منها الآخر، إذ لايمكن أن تكون حربا ذكية دون وجود تكنولوجيات عالية تتمثل في وسائل المراقبة بالتحديد الدقيق للأهداف وسرعة التنفيذ، واكتشاف التهديدات في وقت قياسي مع شبكة بث وإرسال مضبوطة، وهذه المواصفات تتوفر في جميع الآلات التي تستخدمها منظومات إلكترونيك الدفاع.ويتطلب صنعها سنوات طوال مرفوقة بعديد التجارب تحت اشراف اشخاص اكفاء، الشيء الذي يجعل قيمتها المالية عالية جدا، وليست في متناول اي دولة الامر الذي يقود مباشرة الى طرح قضية احتكار التكنولوجيات الحربية الحديثة من فئة محددة من الدول، وهذا ما جعل كفة الصراع لصالحها دون اي مقاومة والواقع فيه الكثير من الامثلة الحية على ذلك.
هذا الواقع الذي طالما كانت البلاد العربية خشبة له لم يظهر التفوق الساحق في كل صراع تكون فيه الولايات المتحدة وحلف الناتو طرفا فيه، اصبح يقلق الكثير من الدول وليست العربية والافريقية فقط وانما حتى دول أروبا الشرقية التي مازالت تحافظ على بعض تقاليد الاتحاد السوفياتي، وهذا بعدما اظهرت منظومة الدفاع الجوي الليبية ضعفا كبيرا امام التفوق الحربي للناتو وهذا مايظهر قوة الحرب الذكية وإلكترونيك الدفاع مرة اخرى.
ومازاد من هذا التفوق هو القيود المفروضة على صفقات السلاح التي تبرمها الدول العربية مع نظرائها الغربيون، حيث يتميز هذا الملف بحساسية شديدة اوجدها الصراع الدائم مع اسرائيل، التي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ابقائها ضمن مقدمة الدول الاقوى عسكريا في العالم، بحجة «حفظ امنها القومي».
الشيء الذي جعل كل الصفقات مع البلدان العربية تخضع لشروط كبيرة تتمثل مجملها في تقنين انواع الاسلحة المسموحة بتزويدها وكذلك تحديد قوتها، وهو مايجعل حلبة الصراع محسومة دائما للطرف الآخر خاصة في المجال الجوي.
وهنا تعود الينا الصورة كاملة لماذا يطلق الملاحظون الدوليون تسمية التعامل مع العرب بأنها مجرد تجارب تختبر فيها مدى نجاعة احدث الاختراعات الحربية والدليل على ذلك ان في كل معركة او حرب نشاهد قنابل وصواريخ جديدة، ابرزها قنابل الفوسفور الابيض والهيدروجين التي شنتها اسرائيل على سكان غزة في معركة ذات النطاقين سنة 2009.
رغم هذا، لم يستطع احد ان يمرر اي تجريح معنوي في حقها بسبب قوة جهاز مناعة الفيتو الامريكي، ولايتوقف الامر عند هذا الحد حيث ترفض امريكا ومن ورائها اسرائيل كل عملية بيع للسلاح تحتوي على وسائل متطورة، حيث ضبط قبل ايام فقط الملحق العسكري الإسرائيلي في روسيا متلبسا بالتجسس على صفقات السلاح التي يتم توقيعها مع البلدان العربية وقد تم طرده مباشرة.
الأكيد أنه لابد من ان تتوفر كل دولة على تكنولوجيات إلكترونيك الدفاع لتحصين مجالاتها من أي خطر يهددها لكن أسوأ مافيها انها محتكرة من مجموعة الدول المتطورة تستعلمها بشكل مكثف، يسبب الكثير من الكوارث والمجازر ضد الإنسانية، ولكنهم يبررون ذلك ب«دفاع إستباقي».
والحقيقة انها حروب استباقية تحركها مصالح اقتصادية وسياسية وما هذه الإلكترونيات إلا وسائل ناجعة وفاعلة لتأمين تنفيذها، في قالب مغلف بنشر الحرية والديمقراطية، تكلف العالم الثالث خسائر جسيمة في صدارته الدول العربية التي تعيش اضطرابات بتحريك خارجي محكم شرحته بالتفصيل الندوة المنظمة بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)