العدالة استمعت إلى الطرفين أمس.. شرطي وعائلته يحتجزون طبيبا ويعتدون عليه بمصطفى باشا

عاشت مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، مساء أول أمس الثلاثاء، حادثة خطيرة راح ضحيتها طبيب بعد اعتداء ثلاثة أفراد عليه، وهم من عائلة واحدة بينها شرطي جاء إلى المصلحة بزي مدني، إذ يقول الطبيب إن أفراد الأسرة كانوا في وضع هيستيري واستقووا بالشرطي وأغلقوا أبواب المصلحة محتجزين من بداخلها للضغط على فريق المناوبة لإيجاد حل عاجل لمريضة العائلة التي كانت في وضع حرج''.
تقول شهادة الطبيب غيرباس بشير، الذي أدلى بأقواله لوكيل الجمهورية بمحكمة عبان رمضان البارحة فقط، بعد أن رفع شكوى أمام الأمن الحضري الثامن، تقول إنه كان يهمّ بالخروج من مصلحة الاستعجالات لمستشفى مصطفى باشا في حدود السابعة والربع مساء قبل الإفطار، ''تفاجأت بأشخاص يغلقون باب المصلحة ليدخلوا في مناوشات كانت تبدو أنها في موضوع إسعاف قريبتهم التي كانت في حالة حرجة وتم تحويلها إلى مصلحة أخرى''، ثم يضيف ''تقدمت من باب المصلحة لأغادرها وسط تلك الدوشة لكنني تفاجأت من جديد بأحدهم وهو يمنعني من الخروج ولم أجد نفسي بعد اعتراضي على ذلك سوى تحت وابل من الضربات واللكمات''، متهما العائلة بالاستقواء بأحد أفرادها الذي كان يقول أمام الجميع إنه شرطي وإنه يفعل ما يريد.
وتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، بإلحاق ضرر جسيم بالطبيب، مُنح على إثره عجز عن العمل لمدة 15 يوما .وتفيد معلومات غير مؤكدة أن أحد أفراد العائلة استدرك الوضع ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء من خلال جلب إمام إلى المسؤول المناوب على المصلحة لحمل الإدارة على العدول عن رفع الشكوى إلى العدالة، إلا أن ذلك لم يفلح، حسب معلوماتنا.
ويقول الطبيب الضحية في اتصال مع ''الجزائر نيوز''، أمس، إنه أدلى بكل المعلومات والتفاصيل لتقييدها في محضر السماع للشرطة بالأمن الحضري الثامن، ''إلا أنه وبعد أن اطلعت على مضمون المحضر قبيل التوقيع على أقوالي لاحظت عدم تدوين المقطع الذي سردته والخاص بالشرطي، لكن تمسكي بالقضية ورغبة مني بالذهاب بعيدا لإحقاق العدالة جعلني أوقّع وأنا لا زلت تحت الصدمة مما تعرضت إليه'' .وأفاد الطبيب أيضا أنه لاحظ غياب أفراد العائلة الذين شهدوا الاعتداء عليه أو شاركوا فيه، أمام وكيل الجمهورية بمحكمة عبان رمضان، موضحا أن لديه أخبار غير رسمية تقول بأن ''الشخص الذي استمعت إليه العدالة اعترف أنه كان الوحيد الذي واجه الطبيب''.