الجزائر

العامل التعيس بين الهموم



كان يا مكان في سالف العصر والأوان عمال يكدون ويعملون في مركبات صناعية كبيرة من أجل غد أفضل، كدوا واجتهدوا وبعد عقود وجدوا أنفسهم في غد أرذل، وتحولت المصانع إلى بيوت عنكبوت بعد أن تم – تفليسها- وبيعت بالدينار الرمزي لأشخاص لم يولدوا وملعقة من ذهب في أفواههم ولكن خرجوا من العفن ليصبحوا اليوم كبار القوم وعليتهم، أما العمال فتحول أغلبهم إلى خماسة في رزق بلادهم لدى أشخاص اغتنوا من العدم، ورغم ذلك يأتي من يحدثك عن عيد العمال والاحتفال به وربما الأحرى -على الأقل عندنا- كان يتعين علينا تغيير التسمية من عيد العمال إلى عيد العبيد، فالعمال في هذه البلاد لم يعد يعملون من أجل مستقبل أفضل ولكن من أجل توفير ثمن المواصلات من والى العمل، ولأن شركات البلاد بيعت لمن لا يخدمها، فإن الآلاف من العمال يخرجون للتقاعد ويكتشفون أنه تم الضحك عليهم حين لا يحصلون سوى على بعض الدنانير لاقتناء الحليب، لهذا تجد الشيوخ يعودون للعمل بعد التقاعد حتى يوفروا بعض الدنانير الإضافية، وان كان هناك يوم في السنة يسمونه عيد العمال فإن الكل يحتفل به إلا العمال، لدرجة أن الكل يحضر في احتفالات هذا العيد إلا – شعيب لخديم- العامل، الذي يكد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ليحصل على أجر المواصلات من وإلى العمل، هذا حظ المحظوظ ممن بقي من عمال أما من تبقوا منهم فقد تم تسريحهم وتحويلهم إلى مهام أخرى يعدون فيها الناس في الشوارع والنمل في الحقول، بعدما صارت الشركات وكرا لبيع الذمم وشراءها، أما النقابات وعلى رأسها النقابة الأم فقد تحولت إلى فرقة موسيقية تنظم الحفلات الموسيقية لليوم العالمي للعمال، والذي بالتأكيد لن يستفيد منه العامل التعيس بين الهموم


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)