[ العائلات المفجوعة تنتظر جثامين أبنائها و معرفة الحقيقة ]

لا تزال العائلات المكلومة من فاجعة غرق قارب الصيد بسواحل وهران ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين تبكي بحرقة فراق فلذات أكبادها و تنظر أخبار من الجهات الوصية عن انتشال جثث أبنائهم لدفنها لعلّ وعسى تنطفئ جمرة أمهاتهم اللواتي لم تذق طعم النوم منذ نزول خبر غرق 29 شخصا عليهن كالصاعقة .عائلات نصبت خيم العزاء وشرعت في استقبال المعزين وأخرى رفضت ذلك طمعا في سماع خبر سار ربما عن أبنائهم بالرغم من أن ألم الفاجعة وفقدان الأمل كانا واضحين على ملامح أهل المفقودين جميعا والذين طالبوا بضرورة الإسراع في البحث عن أبنائهم حيث تجمع العشرات منهم أمام مقرب خفر السواحل قرب مسمكة وهران مساء أول أمس للاحتجاج فيما طالب آخرون السلطات المعنية التحري مع الأشخاص الذين تم إنقاذهم والمتواجدون بمستشفى تنس في شأن ملابسات الحادثة خاصة بعد رواج خبر احتمال وقوع شجار بين *الحراقة * خلال الرحلة المشؤومة .
إنطباعات
1-والدة المفقود حسني: * جيبولي جثة ولدي *
**حسني ظروفه المعيشية الصعبة هي أجبرته على المجازفة بحياته بحثا عن عيشة كريمة في المهجر لقد سبق وأن ذهب إلى أوربا و بقي في وضعية غير شرعية إلى غاية أن تم توقيفه داخل الميترو و طلب آنذاك أن يعيدوه إلى الجزائر على أن يدخل السجن هناك ، لقد ظن أن عودته إلى بلده أفضل لكن هيهات ابني عانى الكثير فهو يعمل *كلونديستان * في رحلة يومية للبحث عن قوت عائلته الصغيرة رغم المخاطر ، حسني أراد فقط أن يعيش كريما لكن مات وهو يصارع و يحاول إنقاذ زوجته التي لم يرد أن يترك جثتها وقال لأصدقائه أنه لابد أن يعيدها إلى أصهاره بعدما تأكد من وفاتها ..حسني يجيد السباحة وقيل لي أنه ساعد الكثير على النجاة من بينهم ابنته التي لم تتجاوز سنتين ونصف لكن لم يجد هو من يساعده، الآن أنا أطلب السلطات الجزائرية التدخل العاجل و جلب جثة حسني لدفنه لعل جمرتي تهدأ قليلا.*
2 - بن عودة الأخ التوأم لحسني : * لا زلت أبكي نصفي الثاني *
*حسني لم يخبر أحدا من العائلة بقرار مغادرة الوطن عبر قارب الصيد لكن حسب روايات بعض الناجين بمستشفى تنس عندما ذهبنا إلى زيارة ابنة حسني التي تم إنقاذها فقد خرج القارب الذي كان يقل 29 شخصا على الساعة السابعة ليلة الأربعاء إلى الخميس المنصرمين من شاطئ الرأس الأبيض وبعد ساعتين من الزمن انفصل المحرك عن زورق الصيد نصف الصلب لأنه لم يتحمل العدد الكبير من الأشخاص وغرق وقد تم إنقاذ 9 أشخاص من قبل سفينة ليبيرية كانت مارة بالمكان وبات لزاما على السلطات المعنية الآن تكثيف البحث لإيجاد البقية و إخطار عائلاتهم التي لا تزال تبكيهم و أنا لا زللت أبكي نصفي الثاني *.
3-عراب عبد القادر شقيق المفقود يوسف : * لا بد من معرفة ما حدث *
** شقيقي يوسف البالغ من العمر 30 سنة خرج مع البقية من أبناء الحي و الأحياء المجاورة في رحلة لم تنته بسلام للأسف لكن ما نبحث عنه هو العثور على جثته لإجراء مراسم الجنازة من جهة وكذلك ما هي الأسباب التي أدت لغرق القارب من جهة أخرى حيت كثرت الروايات المتداولة حول الحادثة فمنهم من تحدث عن شجار وقع بين الأشخاص الذين كانوا على متن القارب والحقيقة لابد على السلطات المعنية أن تتقصاها بالتحقيق مع الناجين المتواجدين حاليا بمستشفى تنس .