القاشوش و ملحفة الشاش زينة العروسالعائلات القبائلية تتمسك بتقاليدها في إقامة الأعراسيتسم الزواج التقليدي في منطقة القبائل بسمات تميزه وتطبعه بطابع خاص تتجلى تلك السمات في خضوعه خضوعا يكاد يكون تاما لعادات اجتماعية معينة تتضمن قيما خاصة يتمسك بها المجتمع القبائلي تمسكا شديدا لدرجة أنها تأصلت جذورها ورسخت فأصبحت عندهم من المسلمات التي حبكت حبكا في نسيج ثقافتهم وصارت من لب التراث الثقافي يتوارثها الناس خلفهم عن سلفهم.ق. متجدر الإشارة في مستهل الكلام عن الزواج التقليدي في منطقة القبائل أن أبرز سمتين أساسيتين من سماته المميزة هما الزواج المبكر وزواج الأقارب.أما من حيث الزواج المبكر فهو ذو قيمة عالية وإذا تفحصنا الأمر وجدنا أن من أبرز الأسباب التي تشجع عليه هي بساطة الحياة و انخفاض مستوى المعيشة وقناعة الناس بالضروري من مطالب الحياة كما أن الشاب القبائلي يصل إلى النضج الاقتصادي في سن مبكرة إذا أن ما يكسبه من مهنته سواء كان يعمل عند والده أو عند الغير يكفي للإنفاق على نفسه وعلى زوجته وخاصة أنهما يعيشان في الغالب في نفس المنزل الذي تعيش فيه الأسرة الكبيرة.الخطوبةهي أول مراحل الزواج والفترة التمهيدية التي تسبق عقد القران ففيها يتم اختيار الشاب للفتاة الذي يريد أن يتزوجها كما تتم أيضا إجرءات معينة تمليها القيم والعادات وقد جرت العادة أن تكون فترة الخطوبة قصيرة لا تتعدى بضعة أشهر وفي بعض الحالات تطول المدة إذا كانت الفتاة المخطوبة صغيرة السن أو إذا كانت أسرة الخاطب ترغب في التريث حتى يتجمع لديها مهر الفتاة.كما هو معتاد أيضا أن الشاب القبائلي عندما يرغب في الزواج فإنه لا يتجرأ على قول ذلك علانية لوالديه وإنما يتوجه إلى شخص معين سواء كان قريبه أو صديقه ليكلم والده حينئذ تخرج أم الشاب للبحث عن المرأة المناسبة فتجول أنحاء القرية وتواصل بحثها حتى تعثر على الفتاة التي ترى فيها كل المواصفات التي تبحث عنها. ثم ترجع بعد ذلك إلى الوالد لتخبره بأنها قد وجدت الفتاة المناسبة.وبعد فترة قصيرة يتوجه الأب إلى عائلة الفتاة ويطلب يدها وفي حال القبول يعود ويأخذ معه جد العريس وإخوته وأعمامه وأخواله دون النساء وبمعنى آخر ينحصر دور المرأة في اختيار الفتاة.وقد تكون هذه الأخيرة (الفتاة المخطوبة) لا يعرف عنها الابن شيئا بل قد يكون لم يرها مطلقا أو على الأكثر يكون قد رآها في مناسبة معينة. وعلى أية حال فليس من المألوف أن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة وحده لأن أهلها لن يتقبلوه ولا يعترفون بذلك فحضوره بدون مرافقة أمه التي تمثل رأي أسرته غير مقبول وهو سلوك مستهجن لأنه خروج صارخ على القيم والعادات.الاتفاق على الشروطبعد اطمئنان كل طرف للآخر يشرع والد الفتاة في إملاء شروطه وتكون أولاها أن تبقى ابنته محتجبة داخل المنزل فلا ينبغي أن تحطب أو تجلب الماء من الينابيع أو الأشغال اليدوية التي تقام خارج البيت.أما الشرط الثاني فيتمثل في جلب كبش كبير السميد والزيت والمؤن المختلفة أما فيما يخص الفساتين فهي مقرونة بعدد قريبات العروس من أخوات وخالات وعمات وبالنسبة للعروس فإن والدها يشترط لها خلخالا وأساور (لمسايس) من الفضة وكدا كل الحلي الخاصة بزينتها ليلة زفافها وحتى يوم الحناء.أما الشرط الثالث فيتمثل في قبعة (القاشوش) توضع على رأس العروس يوم الزفاف وهي مطرزة بأشرطة ملونة مخاطة بشكل طولي وعرضي وكذا ملحفة الشاش المصنوعة من قماش الشاش وأما الحبات القبائلية (ثيكسيوين) فله كل الحرية في اختيار لونها.بالنسبة لحفلة الخطوبة فهي تضم الأقارب والأصدقاء وأحباب الفتى والفتاة في مساء اليوم المختار للخطبة تتقابل النساء بالزغاريد. وأما الرجال فيجلسون في مكان منفرد خصص لهم وبعد ذلك يعلن والد الشاب أو الشخص الأكبر سنا في أسرته لوالدي الخطيبة عن رغبته في مصاهرته فيقول: نحن نريد القرب منك في بنتك فلانة لابننا فلان فيرد والد الخطيبة يا ألف مرحبا ونحن نتشرف بذلك وقد قبلنا البنت بنتكم ثم يقول سمعونا الفاتحة حتى يتمم الله بخير. تقرأ الفاتحة وتبدأ سلسلة التهاني المتبادلة بين أفراد أهل الفتاة والشاب وتوزع الحلويات والقهوة والشاي على الحضور.وقد جرت العادة في منطقة القبائل أن تبقى الفتاة في البيت بعد إعلان خطبتها فلا تبرحه إلا لأمور هامة التي تستدعي خروجها وتعمل أم الفتاة عندئذ على إعدادها إعدادا تاما لكي تصبح زوجة كاملة وتدربها على تحمل المسؤولية في مختلف الأمور.ومن العادات أيضا أن الخاطب وأمه يقومان بزيارات إلى بيت الخطيبة للاطمئنان عليها وعلى أهلها ولكن ليس من حقه أن يراها ولا يتكلم معها بل يبقى مع أهلها الأب الأم الإخوة كما يجب عليه أن لا يدخل بيتها بأيدي فارغة فعليه أن يأخذ معه هدايا لأن فترة الخطبة مخصصة للزيارات والمجاملات والمقابلات واجتماعات بين أهل الخطيبين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/08/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com