الجزائر

العائلات البومرداسية تترك الولاية صيفا نحو وجهات داخلية وخارجية في ظل ضعف هياكل الاستقبال وتقلص الخيارات الموجودة



العائلات البومرداسية تترك الولاية صيفا نحو وجهات داخلية وخارجية                                    في ظل ضعف هياكل الاستقبال وتقلص الخيارات الموجودة
تبدأ مع بداية كل صيف العائلات البومرداسية في رحلة بحث عن أماكن قضاء عطلة الصيف، وإن كانت البعض منها محظوظة خاصة تلك القاطنة في المدن الساحلية التي لا تعدو بالنسبة لها عملية التنقل إلى البحر والاستجمام مسألة صعبة.
حيث لا تتطلب البحث عن إقامة وكراء منزل وغيرها من المتطلبات الأخرى الأساسية في مثل هذه الظروف، إنما الإشكالية المطروحة أكثر بالنسبة للعائلات القادمة من المناطق الداخلية وحتى الولايات المجاورة التي ترغب في قضاء أسبوع أو أسبوعين على شاطئ البحر، حيث تجد نفسها مرغمة لتبديل الوجهة نحو الولايات الساحلية الأخرى التي تتوفر على حد أدنى من مراكز الإستقبال العائلي
لقد أصبحت إشكالية غياب مراكز الاستقبال والإيواء العائلي على مستوى المدن الساحلية لبومرداس تثير الكثير من التساؤلات من قبل المواطنين، خاصة منهم المولعين بقضاء عطلة الصيف في إحدى هذه المدن، حيث يضطرون في مثل هذه الحالات للرضوخ أمام الفرص التي يعرضها ويستغلها الخواص في مثل هذه الظروف من خلال كراء سكناتهم الموجودة في منطقة الشريط الساحلي وبأسعار متفاوتة، حيث كشف لنا بعض الزبائن الذين تحدّثنا إليهم في الموضوع بهدف معرفة أسعار الكراء خلال هذه الفترة من الصيف، أنها تتراوح ببومرداس مركز ومناطقها المجاورة حسب تأكيدات البعض بين 30 إلى 40 ألف دينار بالنسبة لسكن من اثنين إلى ثلاثة غرف، و20 ألف دينار بالنسبة للسكنات الجاهزة أو الشالي لفترة لا تتجاوز 15 يوما، وهي عبارة عن سكنات مؤقّتة تمّ نصبها لإيواء منكوبي زلزال 21 ماي 2003 إلى غاية ترحليهم إلى سكنات جديدة أو إعادة تأهيل وترميم سكناتهم المتضررة، لكنها تحولت مع الوقت إلى مشاريع بزنسة تستعمل في الكراء السنوي والفصلي، خاصة وأنّ الغالبية منها المقدّرة بأكثر من 15 ألف شالي متواجدة على امتداد الشريط الساحلي من قورصو، الكرمة، الصغيرات، زموري إلى غاية بلدية دلس، وكلّها أماكن ساحلية وسياحية بإمتياز تشكل قبلة للكثير من العائلات بالنظر إلى طبيعة الشواطئ المنتصبة على شريط طبيعي متنوع بين المساحات الخضراء والغابية التي توفر على كل شروط الراحة والهدوء، إلاّ أنّها تبقى ضعيفة ومحرومة من حيث المرافق والهياكل السياحية، وكل ما هو موجود لا يلبّي الطلب المتزايد للمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن.
وبالإضافة إلى الشريط الساحلي الكبير الذي يشكل مقصد العائلات في هذه الفترة من الصيف، تتوفر ولاية بومرداس على عدة فضاءات أخرى كان بالإمكان استغلالها في هذا الجانب خاصة السياحة الجبلية، إلاّ أنّها غير مستغلة وبقيت بلا تثمين رغم المقترحات والوعود المقدمة في كل مرة من قبل مديرية السياحية بالولاية، الهادفة إلى التوسيع من الخيارات السياحية بالنسبة للعائلات البومرداسية، حيث كشف مؤخّرا مدير السياحة السيد “زوليم نور” عن وجود 13 منطقة توسع سياحي قيد الإنجاز مع إعطاء الموافقة للشروع
في إنجاز ثلاثة مجمعات سياحية بمنطقة زموري، وكلها وعود تنتظر التجسيد بالنسبة لهذه العائلات التي تبقى وجهتها الوحيدة شاطئ البحر، وهي ظروف أجبرت الكثير منهم مثلما توقفت عليه “الشعب” إلى تغيير الوجهة نحو ولايات من شرق الوطن كعنابة والقالة أو غرب الوطن خاصة وهران، مستغانم وعين تموشنت، أو إلى البلدان المجاورة خاصة تونس وتركيا التي تملك برأيهم تقاليد قديمة في المجال السياحي، حيث تتوفر على مراكز عائلية وفنادق أيضا وبيوت للشباب، وبأسعار معقولة لا تتجاوز 300 دينار للشخص الواحد بهذه الولايات، وكلها مرافق تغيب عن ولاية بومرداس التي تملك عدد قليل من الفنادق وبخدمات لا ترقى إلى المستوى المطلوب، ولا توفر كافة الطلبات بالنسبة للزبائن المضطرين إلى البحث عن مراكز إيواء لدى الخواص.
كما أنّ مشكلة غياب فضاءات الراحة لا يقتصر على فترة الصيف فقط، بل هو مطروح أيضا في الأيام الأخرى من السنة، وبالخصوص خلال عطلتي الشتاء والربيع وحتى عطل نهاية الأسبوع، حيث تشكّل غابة تيكجدة بالبويرة وحظيرة بن عكنون بالعاصمة وجهة مفضلة ومفروضة إلى غاية إيجاد بديل يلبي طلبات واحتياجات سكان الولاية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)