ليس دفاعا عن قطر، التي ربما هي تختبر اليوم وشعبها ما جنته للشعب السوري والعراقي والليبي من تشريد ومجازر ودمار، لكن ما تقوم به السعودية والإمارات في حق القطريين غير مقبول.فهذه الدول التي تدعي أنها تسعى لتمكين الشعوب من اختيار حكامها بطريقة ديمقراطية مع أنها لم تعرف الانتخابات في بلدها، وتدعي الدفاع عن حقوق الانسان المهضومة، تمارس اليوم أبشع أنواع الاختراق لمبادئ حقوق الانسان في حق القطريين، فهذه أبو ظبي تمنع رضيعا إماراتيا من المغادرة مع أمه القطرية، وتحرمه من حضن أمه، وفي بيت الرحمان بمكة، يفاجأ المعتمرون القطريون من اقتحام عناصر أمنية فنادقهم وتطلب منهم المغادرة، بينما يعلن في الرياض على تجريد القطريين من ممتلكاتهم في المملكة، في مبادرة تذكرنا بعادات أهل شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام عندما كانوا يعيشون على الغزوات ونهب أموال وممتلكات الغير، العادة التي اتخذت مع الإسلام اسم الفتوحات، والمنهوبات غنائم توزع على المجاهدين.مهما كانت أخطاء قطر ومهما كانت الفوضى التي عاثتها في البلدان العربية وما صرفته من أموال على المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد، لا يمكن أن نصفق للفوضى والعدوان الذي تشنّه المملكة وحليفاتها على هذه الإمارة الصغيرة، فلسنا بحاجة للمزيد من المآسي الانسانية التي تسببت فيها إمارات الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر، من خلالها دعمها للإرهاب، سواء تحت مسمى الإخوان أو القاعدة وجبهة النصرة أو داعش وأخواتها.كتب صديق جزائري يشتغل بقطر معلقا ”لا يمكن لعاقل أن يكون سعيدا لما يحدث، ليس شرطا أن نتفق مع قطر أو نختلف، لا يمكن أن نفرح لحصار شعب وقطع الأرحام في عز رمضان بحجة خلافات سياسية فهذا ما لا يرضاه عاقل”. صحيح لا يمكن لعاقل أن يفرح لقطع الأرحام في عز رمضان، لكن يبدو أن صديقي نسي ما تعرض له الملايين من السوريين المشردين في المخيمات تحت ثلوج الشتاء، ومن لقوا حتفهم في التفجيرات وفي قوارب الموت عبر البحار هروبا من الجحيم الذي تموله قطر، وحليفتها في الجريمة المملكة السعودية التي تدعي محاربة الإرهاب، وتقترف أسوأ منه في اليمن بمساعدة قطر أيضا أين يحصد وباء الكوليرا هناك ما تبقى على الغارات الجوية السعودية. صديقي هذا يفسر مآسي الشعب السوري، بأن سببها المجرم بشار الاسد!نعم ليس لعاقل يمتلك ذرة من المنطق أن يفرح لمآسي أي شعب، لكن يبدو أن للمنطق أوجه متعددة مثل منطق هذا الصديق الذي يذرف الدمع لمآسي الشعب القطري بسبب خلافات سياسية، ويبرر مآسي الشعب السوري بنفس مبررات السياسة القطرية.الظلم ظلام مهما كان مصدره ومهما كانت الضحية، في اليمن أو في سوريا أو في قطر، وإن كان الشعب القطري لم يواجه بعد التشرد عبر البلدان ولم يركب قوارب الموت هروبا من براميل متفجرات ممولة بالمال القطري والسعودي، ولم تدك بيوتهم على رؤوسهم، ولم يعش بعد ولا أتمنى له ذلك كيف تباع بناته في سوق الجواري، ولم تبع نساؤه لجهاد نكاح في صفوف داعش، فقط حرموا من بعض المواد الغذائية والكمالية.ستبكي الدوحة مثلما بكت بغداد وطرابلس ودمشق، وستضحك تل أبيب ملئ فمها، فقد تنبأ السفاح ناتنياهو، أن دولا في المنطقة باتت تعتبر إسرائيل شريكا لا عدوا، بينما تكشف سي أن أن، أن مقاطعة قطر تخفي سعي الرياض لعلاقات حقيقية مع إسرائيل، وستضحك أنقرة التي وضعت يدها على الإمارة الثرية بنشرها قوات هناك ويصل جيشه إلى حيث وصلت جياد أجداده العثمانيين!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com