الظاهرة الشعرية التحديثية في منطقة الخليج

قراءة في الروافد والمتشكٍّلات في شعر "الأميرة الكويتية سعاد الصباح"
تتناول ورقتي البحثية بالعرض والمقاربة والتحليل الظاهرة الشعرية الأنثوية التحديثية في منطقة الخليج العربي في العقود الثلاثة الأخيرة؛ حيث تفاعلت التجارب الإبداعية وتشاكلت مع مختلف الروافد الفكرية والتجارب الإبداعية في إطار المثاقفة مع الآخر ضمن فضاء الانتيليجنسيا النخبوية في الوطن العربي؛ التي مثلت الرافد الفكري والأنموذج التأصيلي الأول للشاعرة الخليجية، الرافضة في حركيتها الإبداعية لمختلف أطر الوصاية الفكرية والتدجين الاجتماعي.
تعرض الورقة في جانبها النظري إلى الواقع الشعري الأنثوي (النسوي)؛ من حيث النشأة والتطور و التفاعل ضمن الروافد الكلاسيكية للشعرية العربية. ثم تلامس في جانب نظري آخر مختلف محاولات التحديث الفكري والنظري الذي لامس القصيدة "النسوية" الخليجية من حيث الشكل، ثم المضمون وصولا إلى محاولات خلق فرادة التشكيل والثورة على النمط والأنموذج الذي عدّ رافدا في مرحلة سابقة.
وقتها تعرض الورقة أسماء شعرية "نسوية أنثوية" فاعلة في الساحة؛ على سبيل الاستدلال وتهيئة المتلقي.
في جانبها التطبيقي الثاني، تتناول الورقة البحثية بالدراسة أنموذجا شعريا نسويا (أنثويا) متفردا وشاذا بإبداعيته في مجال التشكيل الشعري العربي الحديث. إنها الشاعرة العربية الكوتية سعاد الصباح أو الأميرة سعاد: فالشاعرة والكاتبة والناقدة الكويتية، هي صوت المرأة العربية التي ثارت وتثور على الأدوار النمطية للمرأة وعلى تهميش الرجل لها بامتياز، تجمع في قصائدها بين جرأة الأنثى ورومانسيتها ورقتها، كتبت عن نفسها قائلة : "إنني في معركة كبرى مع التاريخ لم تحسم، وإنني الأمطار والبرق وموسيقا الينابيع ونعناع البراري".
فكان الرفض والثورة والتأسيس تيمة أساسية في كل قصائدها، واستوطن الحب روح قصائدها حتى الوطنية منها، تسعى الأميرة سعاد في خطابها الشعري الحداثي إلى التغيير والتثوير بالحب وبالقصيدة في ظل مجتمع ذكوري يتفاخر بذكوريته الأزلية المقدسة ؛ تقول :
" يقولونَ : / إني كسرتُ بشعري جدارَ الفضيلهْ/ وإنَّ الرجالَ همُ الشعراءْ / فكيفَ ستولدُ شاعرةٌ في القبيلهْ؟؟/ وأضحكُ من كلِ هذا الهراءْ/ وأسخرُ ممنْ يريدونَ في عصرِ حربِ الكواكبِ../ وأدَ النساءْ../ وأسألُ نفسي :/ لماذا يكونُ غناءُ الذكورِ حلالاً/ ويصبحُ صوتُ النساءِ رذيلهْ؟