الجزائر

"الظاهرة الاستيطانية وانعكاساتها" محور ملتقى دولي



تعقد بمكتب ولاية الجزائر، بالمنظمة الوطنية للمبدعين والبحث العلمي، بالشراكة مع المعهد العالي للعلوم الإنسانية في جامعة جندوبة، أشغال الملتقى الدولي حول "الظاهرة الاستيطانية وانعكاساتها على بلدان حوض المتوسط عبر التاريخ (التأثير والتأثر) في تونس، يومي 14 و15 مارس القادم، ويُفتح نقاش علمي معمق عن هذه الظاهرة الاستعمارية، التي تعددت أوجهها وبقيت بعض آثارها جلية إلى اليوم.جاء في ديباجة الملتقى، أن منطقة حوض المتوسط تمتاز عن غيرها من المناطق، بمجموعة من الخصوصيات، منها أنها منطقة حيوية وذات نشاط بشري، وهي أيضا مهد البشرية وملتقى لأهم الطرق التجارية البرية منها والبحرية، تطل دولها على أهم المنافذ والممرات المائية، علاوة على احتواء المتوسط على جزء هام من المقدرات الاقتصادية العالمية. جلبت خصوصيات حوض المتوسط منذ القدم، الطامعين والمتعصبين والمغامرين والتجار، أردفوا في غالب الوقت، تواجدهم بحركة استيطانية، كانت في بعض المرات لأهداف تبشيرية واستعمارية، للاستيلاء على الأرض، كما كانت في بعض الأحيان هروبا من بطش الحكام والبحث عن ظروف العيش المناسب والاستفادة من المقدرات والامتيازات.
كانت جميع محاولات الهجرة والاستيطان على المنطقة، لأغراض متعددة وعوامل متنوعة، منها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لكنها لم تخل في مراحل متباينة من أن تكون لأغراض الاستغلال والمسخ الديني، من خلال استعباد المستوطن للعباد، رغم أن بعض هذا التواجد للمستوطنين أسفر عن إنشاء بعض المراكز والمدن. وتم التأكيد على أن النماذج التاريخية كثيرة، لا تزال شواهدها المادية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية باقية إلى اليوم، في عدة دول من المتوسط، كما لا يزال نموذج آخر باق في شكله السياسي والإداري في أرض فلسطين المحتلة.
صاحب تلك الأطماع الاستعمارية والصراعات الوجودية، حركة بشرية دخيلة، استوطنت البلاد العربية منذ عهد الإغريق والرومان والأوروبيين واليهود وحتى العثمانيين، إذا ما تم الأخذ ببعض الأطروحات التاريخية. وهذا الاحتكاك والتفاعل القصري في الكثير من الأحيان، ترك بصمات دونما شك في الإنسان المحلي وفي خصوصياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لا تزال بعض آثارها إلى اليوم، أو من خلال أبطال خلدهم التاريخ وهم يواجهون هؤلاء المستوطنين وسياساتهم.
تبقى دراسة الظاهرة الاستيطانية بين ضفتي المتوسط عبر فترات تاريخية مختلفة منذ بزوغ فجر البشرية إلى اليوم، والوقوف على مختلف تأثيراتها وإفرازاتها، وكشف تداعيات ذلك على الواقع بكل أبعاده يكتسي أهمية بالغة، ويفتح آفاقا جديدة في البحث التاريخي. ويسعى الملتقى إلى الإجابة على الإشكاليات التالية، وهي "هل الظاهرة الاستيطانية حتمية تاريخية؟ أم هي وليدة سياق تاريخي خاص"، و"ما هي الدوافع الحقيقية للظاهرة الاستيطانية في حوض المتوسط بالأمس واليوم؟"، و"ما هي خصوصيات العملية الاستيطانية في حوض المتوسط؟ وماهي خلفياتها وأبعادها؟"، ثم "ما هي التأثيرات التي مست مختلف بلدان المتوسط نتيجة الظاهرة الاستيطانية؟" و"كيف كان موقف المجتمعات المحلية من هذه الظاهرة، وكيف تمت مجابهتها؟".
من أهم الأهداف التي يسعى الملتقى الدولي إلى تحقيقها، دراسة الظاهرة الاستيطانية في حوض المتوسط وتطورها وتفاعلاتها، وكذلك كشف الأساليب الاستعمارية المختلفة المطبقة على مختلف المستعمرات اليوم، مع رصد الاستراتيجيات الاستيطانية في الدول التي طالها الاستيطان بشكل مباشر، خاصة في أفريقيا والوطن العربي وتأثيراتها، ودراسة تأثير الاستيطان على المجتمعات المحلية ومجالات توسع المستوطنين، وتتبع مختلف المقاومات والثورات التي استهدفت المحتل عبر التاريخ، ورصد المصادر البيليوغرافية التي تناولت الاستيطان وسياساته.
من محاور الملتقى "أهمية حوض المتوسط عبر التاريخ سياسيا اقتصاديا، اجتماعيا"، "ظاهرة الاستيطان في حضارات البحر المتوسط قديما"، "الاستيطان خلال العصور الوسطى" و"المسلمون الفاتحون في ضفتي المتوسط وأفريقيا وجنوب الصحراء" و"الظاهرة الاستيطانية في الفترة الحديثة" و"دور المستوطنين في تثبيت ركائز الاستعمار الأوروبي في الضفة الجنوبية من حوض المتوسط" و" قراءة في سياسة تهميش وتفتيت المجتمعات المحلية (ثقافيا، اجتماعيا)" و"الاستيطان والقانون الدولي" (تصفية الاستعمار) و"الكتابات الأجنبية عن الظاهرة الاستيطانية في المتوسط" و"نمو الوعي الوطني والثوري وتصفية الاستيطان في الوطن العربي وقارة أفريقيا" وغيرها من المحاور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)