الجزائر

الظاهرة أدت إلى هجرة الجمهور العروض المسرحية المسرح الجزائري في قبضة البزنسة والمتسلقين



لم يعد خافيا على من بقي يتردد على المسارح الجزائرية، الغياب شبه التام للجمهور. وإن كان الدكتور مخلوف بوكروح، يتحدث عن غياب ''سياسة للإنتاج والتوزيع المسرحيين''، فإن آخرين يعتقدون أن المؤسسة المسرحية في الجزائر لا تعرف جمهورها. وأبعد من ذلك يرى الكاتب المسرحي عبدالله الهامل أن مسرح الدولة أصبح يشكل خطرا على الفن الرابع، بعد أن استولى عليه من أسماهم بالمتسلقين، داعيا إلى ضرورة التفكير في تشجيع الجمعيات المسرحية المستقلة. بينما تعيش التعاونيات المسرحية عبر مختلف الولايات أوضاعا صعبة بسبب غياب الدعم الكافي لها، رغم الغلاف المالي الضخم المخصص للحركة المسرحية.
قال إن المؤسسة المسرحية لا تقيم حوارا مع الجمهور
الدكتور مخلوف بوكروح: المتفرج لم يعد هو الملك
 قال الدكتور مخلوف بوكروح إن المؤسسة المسرحية الجزائرية لم تتمكن من إقامة حوار مع الجمهور، ولم تجعل من العرض المسرحي حدثا ثقافيا يسهم في إرساء عادة المشاهدة وتكريس تقاليد الذهاب إلى المسرح. موضحا: ''كل هذه المعطيات تشعرنا بعدم وجود سياسة للإنتاج والتوزيع المسرحيين. وقد انعكس عدم التخطيط وضعف البرمجة الدقيقة والتنظيم المحكم على إقبال الجمهور''.
يعتقد الدكتور بوكروح أن المؤسسة المسرحية في الجزائر، لا تعرف جمهورها ولم تضعه كإستراتيجية، ولم تعد تعمل في اتجاه التواصل مع الجمهور، حيث تجعل من قضية الاتصال هدفا استراتيجيا، ولم تؤسس فضاءات مسرحية تتناسب والبيئة الثقافية الجزائرية، وذلك اعتبارا من طبيعة الفن المسرحي التي تفترض التعامل مع عمليتي الإنتاج والتلقي، بوصفهما عمليتين تتحدان وتشكلان حدثا اجتماعيا وثقافيا. وعن سؤال حول طبيعة الموضوعات التي تعالج حاليا، قال بوكروح: ''كنت أتمنى أن أرى أعمالا مسرحية تجلب الجمهور فتمتلئ قاعات العرض، ولو بواسطة أعمال تقوم موضوعاتها على التراجيديا أو الكوميديا مثلا، هذا لا نلمسه، فالجمهور غائب تماما''. وأوضح بوكروح في حديث مع ''الخبر'': ''هذا ما تؤكده الدراسات الحديثة التي ترى ضرورة توسيع دائرة الاهتمام بالجمهور، حيث تشمل الظروف الاجتماعية والثقافية التي تتحكم في تعرضها للمسرح''.
وحسب الدكتور بوكروح، فإن المؤسسة المسرحية في الجزائر، وبخصوص موضوع جمهور المسرح، بحاجة إلى دراسات ميدانية قائمة على البحث والاستقصاء، للوصول إلى تحديد طبيعته من خلال مجموعة من الفرضيات والأسئلة، للكشف عن الدوافع التي تجعله يقبل على المسرح، وما هي الخلفية الفكرية التي يحملها قبل وبعد مشاهدة العرض؟ والبحث عن أفضل السبل لربط الجمهور بالمسرح، ولن تتم هذه العملية إلا بوجود مدينة تحتضن المسرح.
وإلى جانب ذلك، فإن المتفرج، حسب بوكروح، يسهم في إنتاج المعنى، وهذا انطلاقا من أن المسرح يعمل كنظام علامات، يرسل إشارات ورسائل للمتلقي. مضيفا: ''كما أن المتفرج في المسرح هو العنصر الأساسي أو هو ''الملك'' على حد تعبير الباحثة الفرنسية آن أوبرسفيلد، فمن أجله يكتب المؤلف النص، ومن أجله أيضا يصمم المخرج العرض.                   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)