تعتبر شريحة الطلبة الأجانب وخاصة العرب في فرنسا من فئات المجتمع الأكثر تضررا بأزمة فيروس كورونا لاسيما أن العمل بالنسبة إليهم يعتبر ضروريا من أجل تأمين متطلبات حياتهم. وضع جديد فرضته الجائحة، جعلهم يعيشون حياة قاسية وصعبة.325 ألف طالب هو عدد الطلاب الأجانب الذين استقبلتهم فرنسا عام 2020، لتتصدر بذلك الدول من حيث استقطاب الطلاب الأجانب، ولتحتل المركز الرابع عالمياً بعد الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وأستراليا.
إذاعة مونت كارلو الدولية رافقت عمل جمعية Acem Acem وهي احدى الجمعيات الخيرية بالعاصمة الفرنسية باريس حيث تقوم هذه الجمعية بتوزيع المساعدات على الطلبة الاجانب من جنسيات مختلفة ، ويقول فريد وهو طالب جزائري في حديثه الى الاذاعة : "حياتي انقلبت رأسا على عقب منذ ان بدأت ازمة فيروس كورونا في الانتشار اصبح من الصعب علينا نحن الطلاب العرب ان نوفر ابسط مستلزمات الحياة". واضاف هذا الطالب الجزائري المغترب في فرنسا منذ سنوات لمتابعة دراسته الجامعية : "نعاني من غلاء ايجار السكن و عدم توافر فرص العمل يؤمن اساسيات حياتنا" .
ولا تختلف حياة هذا الطالب عن بقية زملائه في فرنسا حيث كشفت إحدى الطالبات في تخصص الصيدلة بباريس ان وضعها المعيشي اصبح في الحضيض لاسيما خلال الأيام الاخيرة فهي لم تعد تجد ما تقتات به بسبب نفاد مصروفها المحدود أصلا و قررت البحث عن اي عنوان لجمعية خيرية من اجل مساعدتها فهي فقدت مصدر قوتها منذ ان دخلت فرنسا مرحلة الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 وبات من الصعب عليها إيجاد عمل لها.
..دور الجمعيات الخيرية لا غنى عنه
تقوم الجمعيات الخيرية بفرنسا بعمل كبير من اجل تقديم المساعدات للأسر و الطلبة خاصة في هذا الظرف الخاص الذي تمر به البلاد وتقول نصيرة أرسولي وهي رئيسة جمعية خيرية فرنسية جزائرية: "منذ ان بدأت العمل الخيري خلال ازمة فيروس كورنا رأيت ان شريحة الطلبة الاجانب هي من الاكثر الشرائح معاناة بسبب الفيروس فهذه الجائحة دفعتهم الى طلب مساعدة و البحث في كل الاتجاهات من اجل تلبية احتياجاتهم. واضافت رئيسة جمعية ACEM ACEM انه بفضل المتطوعين و المتبرعين استطاعت الجمعية ان تلبي بعض الأساسيات للطلبة المحتاجين على غرار المواد الغذائية ومواد التنظيف. لكن الجمعية ترى نفسها عاجزة بسبب العدد الهائل للطلبة المحتاجين .
..رحلة البحث عن السكن الجامعي
الحديث مع الطلبة الذين أتوا لاستلام مساعداتهم يعطيك شعورا بحجم معاناتهم. فبرغم من ان مظهرهم لا يوحي الى انهم في حالة عوز لكن نظراتهم تروي لك قساوة الوضع الذي يعيشونه، فهم ينتظرون من الحكومة الفرنسية ان تلتفت إلى وضعهم المتأزم وتتخذ إجراءات ملموسة لمساعداتهم يمكنهم من خلالها ان يتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة. ويعاني معظم الطلاب العرب والأجانب من عدم تحصلهم على منحة دراسية بالإضافة الى انهم ينحدرون من اسر ذات الدخل المحدود ويقول هؤلاء الطالبة في حديثهم الى إذاعة مونت كارلو الدولية: " إننا نواجه ازمة السكن المستمرة نظرا لصعوبة ولوجنا الى الاحياء الجامعية واقتناء غرفة في ظل كثرة الطلب في هذه الأحياء الغاصة بالطلبة".
..كورونا يضاعف المعاناة
وخلال هذه الزيارة الميدانية لإذاعة مونت كارلو الدولية الى شارع برمونتييه في الدائرة العاشرة في قلب العاصمة باريس حيث توزع المساعدات الخيرية للطلبة المحتاجين، يتضح جليا مدى قساوة الظروف التي يعاني منها الطلبة الأجانب عربا كانوا او من دول أخرى. بيد ان الازمة الصحية المتمثلة في فيروس كورونا ضاعفت معانتهم اكثر، وبات من الضروري الالتفات الى هذه الشريحة من المجتمع، شباب طموح، طلاب علم يتوقون الى العلى لكنهم يصطدمون بواقع صعب أملته ظروف جائحة صحية غيرت ملامح حياة البشرية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/12/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م ج
المصدر : www.elhayatalarabiya.com