الجزائر

الطلبة الجامعيون يعزفون عن المشاركة في المسيرات ..''لا نقبل أن يستغلنا أيا كان''



الطلبة الجامعيون يعزفون عن المشاركة في المسيرات ..''لا نقبل أن يستغلنا أيا كان''
عرفت محاولات تنظيم المسيرات التي قامت بها حركة التغيير والديمقراطية بالتنسيق مع حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، خلال أيام السبت الماضية من الشهر الجاري، غيابا كليا للطلبة، وقد تساءل الجميع عن هذا العزوف، رغم أن الطلبة الجامعيين في الجزائر عبر مختلف الحقب كانوا يشكلون عنصرا فعالا في تحريك مختلف الأحداث· ''الجزائر نيوز'' نزلت إلى الجامعة بحثا عن أسباب المقاطعة هذه المرة··
نزولنا إلى الجامعة للبحث عن أجوبة عدم انضمام الطلبة إلى مسيرات السبت، أحالنا على واقع مهمّ، وفي الحقيقة يبدو مفاجأة حقيقية، وهي أن الطالب الجزائري يمتلك الكثير من الوعي بالقضايا الوطنية، ويعرف حدود واجبه تماما، لكنه في الوقت نفسه لا يرضى أبدا أن يكون وسيلة لتحقيق أهداف لا يؤمن بها·· تابعوا هذه الإجابة·
لم نخرج ولن نخرج مادامت المسيرات موجهة
صادفنا الطالبة مهدي سارة، تدرس في السنة رابعة علوم الإعلام والاتصال، التي كانت في المكتبة منهمكة في التحضير لمذكرة تخرجها، ومن بين الكمّ الكبير للكتب الذي كان بين يديها، أجابتنا قائلة: ''لم ولن أشارك في مسيرات السبت ببساطة لأنني لا أريد أن أكون تابعة لأحد، لكن لو خرج الشعب دون توجيه من تنسيقية أو حركة لشاركت في المسيرات، خصوصا وأنني غير مقتنعة بمطلب تغيير النظام الذي تنادي به هذه الجهات دون هدف واضح، لأن ما حدث في تونس ومصر لا يمكن أن يحدث في الجزائر، لوجود اختلاف جذري بيننا وبينهم، لكن هذا لا ينفي، اليوم، ضرورة التفكير في تغيير الوضعية التي يعيشها الناس''، هذه الطالبة دافعت عن رأيها بشراسة وأصرت على مسألة مهمة وهي أن ''الطالب الجزائري يمتلك الوعي الضروري الذي يجنبه أن يكون ضحية لأي استغلال كان، كنا بحاجة إلى هذه الحركات أيام الأزمة وليس اليوم· من جهته، الطالب حمزة العكروف، صاحب اللغة البليغة، كان له وجهة نظر مختلفة عن سارة، حيث يقول: ''لا يمكن أن أكون وسيلة في يد أي منظمة، حركة أو حزب، نحن لا نعرف هذه الحركة إلا منذ 12 من هذا الشهر، صحيح أنها تدعو إلى التغيير، لكن يبقى هذا المطلب غير ذي معنى لكونه جاء في السياق العام للأحداث، وهذا خطأ في اعتقادي، يجب أن تنبع مثل هذه المطالب من رحم مجتمعاتنا· أما فيما يخص حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فيجب أن نسأل أين كان نشاطه هذا عندما كانت البلاد تمر بأوج أزمتها؟ هل ساعد ضحايا الإرهاب؟ هل ساعد الشباب الذي يتحدث باسمه اليوم؟ هل···؟ بالطبع لا، لذلك في اعتقادي أن من لم يساعد البلاد في أزمتها لا يمكننا الوثوق به أبدا''· وأضاف حمزة في الأخير بكل سخرية ''على هذه الجهات أن تشرح لنا أولا معنى التغيير الذي تنادي به·· فأنا شخصيا لا أعرف ما الذي يقصدونه بهذه الكلمة ذات المعنى الكبير''·
السبت يوم راحة ليس إلا···
أثناء تجولنا داخل كلية العلوم السياسية والإعلام، قررنا أن نلج المدرج الذي كان شبه فارغ، ولفت انتباهنا وجه الطالب ''السعيد'' المتأنق، صاحب القامة الطويلة وهو يقرأ الجريدة، وعند اقترابنا منه وطرحنا عليه موضوع استطلاعنا رد قائلا: ''الحقيقة أنني لم ولن أشارك لأنني مقتنع شخصيا بأنه لا أسمح بأن أكون لقمة تلتهمها القنوات الفضائية والأحزاب السياسية، لكن مع هذا يجب أن نعترف أن الوضع ليس في أحسن أحواله، هناك الكثير من المشاكل التي تعاني منها الطبقات الفقيرة، وهناك شح في المنابر الحيادية التي تناقش هذه الأمور بموضوعية وتشرح وجع الناس، لكن رغم هذا أعتقد أن أسلوب التنسيقية ليس الأنجع لحل المشاكل العالقة والمتراكمة منذ سنوات، بل يجب التفكير في أساليب عميقة لإحداث تحوّل بناء، وليس العكس، وإلى ذلك الحين يبقى يوم السبت هو يوم راحة ليس إلا··''·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)