في أحايين كثيرة، جبرًا وقصدا أو حتّى من غير قصدٍ ومن غير إدراك التَّبِعات، يعيش أطفالنا و تلاميذنا و شبابنا تجاربا و تجاربا مضادّة لما عاشه أولياؤهم فيكونون ضحية، ويكونون عُرْضة للتكسير و الفشل و الانفصام و التشتّت و فقدان التّحدي و الطّموح و رغبة العيش ومثبّطات و مشاكل كثيرة ..
فلنحذر إخواني ولا نمارس عليهم السّلطة و الوِصاية إلا في حدود التربية السويّة التي تناسبهم و تناسب قدراتهم و طموحاتهم و رغباتهم و زمنِهم، ولنحاول أن نفهم الطفولة و نتعايش معها و نوفّر لها ما يجب لتتعايش مع واقعها، فليس أجمل من الطفولة، نعم، فما أجمل أن نرتمي في أحضان البراءة، وما أروع أن نكون مع ملائكة لا تغادرهم الابتسامة، كم هي جميلة تلك اللّحظات التي نكون فيها مع الأطفال و مع البراءة فيسرقوننا من نفوسنا المكلومة و ينتشلوننا من غور بحر تفكيرنا العميق المتعِب، ما أريح أن نسافر مع أطفال يوقفون في نفوسنا كلّ رحلات المارقين وصولاتهم النّحاسية، ما أطيب أن نكون مع براعم متفتّحة عطِرة فتحيَى معهم نفوسُنا، و يغسلون قلوبنا ويصدمونها وينعشونها بصدقهم و ابتسامتهم،كم هي مريحة و جميلة تلك اللّحظات التي فيها يستيقظُ في نفوسِنا ذلك الطّفل البريء ونحن مع البراءة،نضاحكهم و نشاكسهم و نصرخ و نجري هنا و هناك، و نلاعبهم، و يتعبنا شغبَهم، فترتاح نفوسنا التّائهة المقهورة..
ما أقسى قلوبنا، وما أبلغ جهلنا و تخلّفنا، و للّه درّنا حينما لا نقدّر الطفولةَ، ولا نفهم كنهها، و لا نعطي لأبنائنا حقهم في المتعة و اللّعب و الابتسامة، وحقهم في المواطنة الحقّةِ بعيييدا عن الكذب والمراوغة والمساااومة و الاستغلال و السرقة و المراهنة و المداهنة،ما أبعدنا عن الفهم و الحقيقة حينما نظن أن الطفولة و التربية و التعليم هما فقط مجرّد كتب و وثائق و بيداغوجيا و حشو وهرطقة وسفسطائية متغوغئة..
الطفولة و التربية هما حب و حنان و لعب و ابتسامة و فرح و عطاء و بذل و صدق واحترام..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/06/2021
مضاف من طرف : tashfin01
صاحب المقال : محمد الأمين زريفي
المصدر : فكر و واقع