الجزائر

الطريق الوطني رقم 16 مقبرة تهدد مستغليها



الطريق الوطني رقم 16 مقبرة تهدد مستغليها
تحوّل الطريق الوطني رقم 16 في شقه الرابط بين ولاية الوادي وتبسة إلى هاجس حقيقي بالنسبة لمستعمليه، فإضافة إلى أنه طريق دولي يربط الجنوب الشرقي بالشقيقة تونس، حيث بات كابوسا في وجه سالكيه، وأصبح يسمى ب"بطوار" الموت، والعزلة الاقتصادية، مما خلف موجة من التذمر والاستياء، مع حالة من الاستنفار والغليان الرهيبة على مستوى الساحة الشعبية بالجهة الشرقية بولاية الوادي، بسبب ما أسموه السكوت الفاضح وعدم الاهتمام بحالة الطريق من طرف السلطات العليا والمحلية على حد سواء.وجه سالكو الطريق وابلا من العتاب لجميع الأطراف الفاعلة بالولاية على عدم اهتمامهم بوضعية هذا المحور المروري الهام، الذي يعرف حالة انسداد تام، والاكتظاظ الرهيب الذي آل إليه، أين يستقله سكان خمس دوائر إدارية، التي يصب جمعيهم فيه للتنقل من مكان إلى أخر، إضافة إلى اهتراء أجزاء كبيرة منه، وتحوّله لما يشبه المسالك الفلاحية، زيادة عن ضيقه، إذ لا يتعدى عرضه 07 أمتار فقط، إضافة لكون جوانب وحواف الطريق المكسورة على أخرها، والتي تصل لحدود الأمتار في عمقها، وهو ما يجعل من مهمة تفادي السيارات المتهورة أمرا صعبا، لاسيما أثناء التجاوزات الخطيرة، ويكون الانحراف أو التصادم هو المصير المحتوم، وباتت تحصد الأرواح البشرية، وتكلف خسائر مادية بالملايير، في ظل دفع المستحقات صيانة الطريق التي لا يلمس منها شيء على حد تعبير الكثير من السائقين، وبقيت الحلول الترقيعية وصيانته ب"التيف"على الجوانب، هي السيمة البارزة التي تقوم بها مديرية الأشغال العمومية على مدار عقود من الزمن. كما عبّر قاطنو الجهة الشرقية وسكان الولاية عموما عن استيائهم من التقاعس الذي لازم إنجاز الطريق المزدوج، إلى أن أصبح حلما مستحيلا، خاصة مع سياسة التقشف التي لا تهمها أرواح أبنائها الذين يموتون كل يوم، حسبهم، واعتبرها تهميشا مقصودا للولاية وللسكان، وإدارة لظهر المسؤولين المحليين، وعدم ردعهم من قبل الوزارة المعنية، التي لم تنصف سكان ولاية الوادي، لاجتثاثهم من الواقع المزري الذي يعيشونه جراء شبكات الطرقات الوطنية والداخلية الكارثية بالولاية.استغرب المتضررون من هذا الطريق، من عدم وجود أبسط وأدنى الإجراءات لصيانة وتصليح بعض النقاط السوداء، المتواجدة في الطريق رغم مرور جل المسؤلين يوميا عبره، كتسوية الجوانب وبعض الحفر رغم رفع تقارير رسمية تصل لقرابة 10حوادث يوميا فيه، وتؤدي لمصرع خيرة شباب المنطقة في حوادث مميتة.استبشر سكان الولاية لانتهاء الدراسة التي كانت تدب دبيب السلحفاة، التي استغرقت قرابة عقد من الزمن، والتي أكدت مديرية الأشغال العمومية على أنها تمت، وذلك منذ أزيد من نصف السنة، لتبقى توجيه الميزانية والغلاف المالي لانطلاق الأشغال من قبل الوزارة الوصية يشوبه كثير من الغموض، وبقيت تلازم الإجراءات الإدارية الركيكة لحد كتابة هذه الأسطر. كما عبّر عديد التجار ورجال الأعمال بالجنوب الكبير عن تحسرهم لواقع الطريق المذكور، الذي لا يخدم الجهة، من الناحية التجارية، أو من الناحية السياحية، خاصة مع فتح المعبر الحدودي الطالب العربي للتبادل التجاري، الذي تعوّل عليه الجزائر في رفع الميزان التجاري، وتشجيع الإستثمار الداخلي، والتقليل من البطالة، وتحريك عجلة التنمية الراكدة بالجنوب الشرقي والولاية عموما، التي يرهنها هذا المحور المروري بشكل كبير، والتي لا تتواكب مع تطلعات الجميع دون استثناء، وطالبت أطراف متضررة من الطريق المذكور بتدخل وزير القطاع، لاتخاذ قرار بخصوصه، والاطلاع على التقارير الرسمية المرفوعة، لزحزحة مثل هذه المشاريع من أوحال مكاتب الإداريين، وصون الأرواح والممتلكات، وإعطاء دفعة حقيقية للتجارة والاستثمار بالولاية عموما.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)