الجزائر

الطبيعة الخصبة بمنطقة القبائل مصدر قوت وصحة القرويين



الطبيعة الخصبة بمنطقة القبائل مصدر قوت وصحة القرويين
رغم التطور الذي طرأ على حياة سكان قرى منطقة القبائل، إلا أنهم لا يزالون يعتمدون على النمط التقليدي في العيش لتعودهم عليه ، واعتباره جزءا من حياتهم التي لا تتجزأ من الطبيعة المحيطة بهم.
تقول ”نا ذهبية” من قرية أقبيل الواقعة بالمرتفعات الجبلية لعين الحمام؛ إن سكان القرى يعتمدون اعتمادا كليا على الطبيعة في تشييد المنازل، من خلال جمع جذوع الأشجار، الأحجار والتراب، وكذا جمع الأغصان للتدفئة، إضافة إلى الأعشاب الطبيعية المختلفة التي تستعمل في تحضير مختلف الأطباق التقليدية، والدواء أيضا، ونظرا لكثرة استعمالها، أصبحت النسوة بالقرى يعرفن فيما تستخدم تقريبا كل الأعشاب التي تنمو في المنطقة.
تحدثت ”نا ذهبية” عن استعمالات بعض الأعشاب فقالت: ”تستغل نبتة ”ماروياث” في علاج بعض الأمراض، حيث يتم طحنها وشرب مائها لعلاج دوار الرأس وآلام المعدة، كما تستعمل نبتة ”جعدة” التي تطهى كالشاي عند المصابين بالسكري، أما نبتة ”تيمجا” فيتم وضعها على الرأس عند الإصابة بالصداع، إلى جانب أعشاب أخرى تنزع من الأشجار ومنها؛ ” اميياس” التي يستعملها المصابون باصفرار في الجلد، وأوراق شجرة” اماماي” المستعملة في علاج آلام المعدة والكبد، حيث يتم نزع حبوبها التي تستعمل كالملح، بينما تستخدم نبتة ”سي المكسا” بعد طحنها، في معالجة الجروح، إذ تساعد على وقف النزيف، فيما يستعمل عشب ”امقرامان” في علاج آلام الظهر.
وجاء على لسان المتحدثة أنه رغم مغادرة العديد من سكان القرى لمنازلهم بحثا عن حياة أسهل في المدن، إلا أنهم ظلوا أوفياء لها، حيث تشهد القرى عند حلول فصل الربيع عودة تدريجية للعائلات، ويزداد هذا التدفق مع حلول فصل الصيف، حين يجتمع السكان في القرى لقضاء عطلتهم بين أحبابهم وأقاربهم، فيعاودون استئناف نشاطاتهم المتمثلة في العناية بحقولهم ومزارعهم، كما يحضّرون الأطباق التقليدية المستمدة من الطبيعة وغيرها، ليعبروا عن تعلقهم الكبير بتلك الحياة القديمة والنمط المعيشي، رغم نقائصه.
من جهتها، قالت ”نا فاطمة” بأن الأطباق التقليدية التي تحضر بالأعشاب ومختلف الحشائش التي تجمع من الحقول والمزارع لها مذاق خاص، فإلى جانب أنها خالية من المواد الكيماوية، فهي مفيدة للجسم، إذ تمده بالطاقة والصحة التي يحتاجها لمقاومة البرد والحرارة”.
وعن سر هذه الأطباق، قالت محدثتنا؛ ”إن مصدر الأطباق التقليدية في القرى يعود إلى الطبيعة التي ترتكز في منتوجاتها على ”الدوبال” وليس الأسمدة، لأن أغلب سكان القرى يربون الأبقار والماعز، فالنساء يتمتعن بصحة جيدة رغم تقدمهن في السن.
ذكرت محدثتنا بعض الأطباق التقليدية التي تعتبر غذاء ودواء في نفس الوقت، كطبق ”تابزيث” الذي يحضر بمختلف أنواع الأعشاب ويشمل ما يسمى ب ”ازكضوف، اسموم بوزقر، مجير، زعتر، نعناع، فيفراس، ثيشرث”، و«اشذلوح” الذي يعد طبقا خاصا لحماية الأطفال من الحمى، كذلك طبق ”ثابوبتاتس” الذي يحوي ثارناست، ثخسيث ثازقغث، أو لخلى اقذيم، لبصل، ثيشرث وغيرها من الأعشاب، ويستعمل هذا الطبق في معالجة أمراض المعدة كالإسهال، ومشاكل الهضم، إضافة إلى طبق ”اركول” المحضر على أساس طحين الشعير اللين مع الزيت والسكر، ويقدم للأطفال في مرحلة ”التسنين” كونه يساهم في تقليل آلام بروز الأسنان، إضافة إلى طبق يدعى”توزيث ثوقليبت”، وآخر يسمى”اريري أوزال” الذي يضم خليطا من أنواع الأزهار ومنها؛ أوزو، اذيوز باكلي وغيرها، حيث يوضع على جبهة الطفل، ويغسل بالماء الذي يتم رميه في حقل أزهار لتزهر حياته، كنوع من الفأل، وكذا طبق ”ابازيث” الذي يحضر باستعمال نبتة تسمى ”شيخ لبقول” وهو فعال في علاج آلام الحنجرة والسعال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)