الجزائر - A la une

"الطبقية" تغزو بعض المدارس الحكومية




"أبوك ليس إطارا.. لن تذهب للمرحاض"؟!”لوكان عندي الدراهم ما نقريش وليدي هنا”.. تكررت هذه العبارة عند كثير من الأولياء، الذين يتمنون بحرقة نجاح أبنائهم، وسط جو مدرسي ملغم بيداغوجيا. فالتلميذ الصغير الذي يذهب بريئا إلى مدرسته قد لا يلقى بالضرورة معاملة حسنة من قبل معلمين انتهجوا أسلوب المساومة في صف التدريس. توجهنا إلى عدد من المدارس الابتدائية بالجزائر العاصمة، ظنا منا أنه قد سيجمعنا من حديث مع الأولياء الذين كانوا بانتظار أبنائهم للخروج من المدرسة سيكون متعلقا أكثر بالبرنامج الدراسي، في حين لاتزال حالات تشتكي من سوء التفاعل الذي يطرأ داخل القسم بسبب انحياز المعلم لجماعة معينة من التلاميذ دون غيرهم، ليعز علينا أن نمر مرور الكرام على ظاهرة تساهم في رسوب تلاميذ أو كان انتقالهم من سنة إلى أخرى عسيرا، ليس لهم ذنب في ذلك سوى أنهم ينتمون لعائلة فقيرة ماديا، فهناك أولياء يسجلون أبناءهم سنة قبل بلوغهم السن القانوني للالتحاق بالمدرسة. ويكون ذلك بالتواطؤ مع الإدارة، وأغلبهم أبناء الإداريين والمعلمين. فقد قالت لنا سيدة تأخرت بسبب ظروف عائلية عن تسجيل ابنها في الوقت المناسب:” توجهت إلى أقرب مدرسة ابتدائية من المنزل، بغية تسجيل ابني، فصحيح أنني لم أسجله في الوقت المناسب ولكن الوقت لم يكن متأخرا جدا، ففوجئت من تذمر المعلمة التي ألزمت عليها الإدارة ضم ابني لقسمها، خصوصا أنها الابتدائية الأقرب إلينا، ونستغرق في الطريق مدة ربع ساعة مشيا للوصول إليها”.أخصائيون نفسانيون يرعون مرضى من التلاميذ أكدت لنا أخصائية نفسية صاحبة عيادة خاصة بالطب النفسي، أن حالات المرضى التي تفدها لا تقتصر على أمراض كالاكتئاب والاحتراق النفسي، التي استفحلت في مجتمعنا ولكن من تلاميذ الطور الابتدائي الذين تعرضوا لصدمة نفسية حادة جراء العقاب النفسي الذين تلقوه من المعلم يفدون إليها، بعد أن وجد أولياؤهم أنه الحل الأفضل لاسترجاع توازنهم، لتذكر لنا في سياق الحديث تلميذا كانت تعاقبه المعلمة بالوقوف آخر القسم، حين لا ينجز واجباته المدرسية وتتكلم معه بشكل عنيف وتصفعه، وأحيانا تجبره على الصعود على المنصة وتجعله محل سخرية، ليتعرض بعدها من السخرية من قبل زملائه داخل وخارج القسم” لتضيف الأخصائية أنه زيادة على الألم النفسي الذي تعرض له أصبح يتبول لاإراديا في الليل ويعيش العزلة حتى لا يسخر منه أقرانه إذا خرج للعب معهم”.أبوك ليس إطارا.. لن تذهب للمرحاض؟! يتجاوز بعض المعلمين الخطوط الحمراء مع أكثر الناس ضعفا، وعند أكثر الأوقات التي تستدعي الرفق، ليمنعوا بعضا من التلاميذ دون غير للذهاب للمرحاض وقضاء حاجة بيولوجية. فأبناء الإطارات وأصحاب المهن الراقية لا خوف عليهم، أما أبناء الفقراء فسيدفعون ضريبة ”الميزيرية”، وهو أيضا نوع من العقاب الذي يتحمله التلميذ، وتتم مثل هذه التجاوزات رغم أن المسؤولين على مستوى وزارة التربية قد فتحوا الملف وحذروا من استمرارية الوضع على مستقبل المؤسسة التربوية، فقانون مستخدمي التربية المعدل ينص بزج كل أستاذ أو معلم مارس ضد تلميذه عقابا جسديا أو لفظيا، لمدة قد تصل إلى سنتين وفق ما يحدده الطبيب الشرعي من مدة عجز للتلميذ المعنف، وتم إصدار هذا القانون بعد العدد الكبير من الحالات التي تم تسجيلها، والبعض أصبح ضحية عاهات دائمة. على هذا الأساس أمرت الوزارة المعنية مفتشي التربية إعداد تقارير توضح طبيعة ممارسة المعلمين والأساتذة مع تلامذتهم، في جميع الأطوار التعليمية، كذلك ألزمتهم بالكتابة على ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية، ليتم إرسالها بعد ذلك إلى المفتشية العامة البيداغوجية من أجل دراستها والفصل فيها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)