الطب التكميلي.. إقبال كبير ومُخاطرة

دعوة إلى تنظيمه..
الطب التكميلي.. إقبال كبير ومُخاطرة

الطب البديل الطب التقليدي أو التكميلي هي عبارات مختلفة لمعنى واحد وهو الاستطباب الذاتي بعيدا عن أيدي الأطباء والمختصين في علاج مختلف الأمراض العضوية كأيد أمينة بحيث تم تغيير الوجهة في السنوات الأخيرة إلى الاستطباب الشعبي إلى جانب الإقبال الكبير والعشوائي على مختلف المكملات الغذائية من أعشاب وحبوب الأمر الذي يدعو إلى دق ناقوس الخطر وهو الموضوع الذي تمّت مناقشته مؤخرا بمشاركة أطباء وباحثين للتوعية وإيجاد الحلول حماية للصحة العمومية.
خ.نسيمة / ق.م 
باتت المكملات الغذائية تشهد اقبالا منقطع النظير لاسيما وانها تصرف من دون وصفة وتباع في مختلف محلات العطارة ولم يعد بيع بعض أنواعها مقتصرا على الصيدليات من دون ان ننسى الاقبال على مختلف الأعشاب العطرية لمداواة بعض الاعراض ودون هذا وذاك هناك اقبال كبير على بعض المعالجين الشعبيين الذين يمارسون نشاطهم في الخفاء وصارت مداخيلهم تفوق أحيانا مداخيل الأطباء بالنظر إلى المبالغ المالية التي يشترطونها على المرضى. 
وشكّل موضوع الطب التكميلي محور يومي دراسي احتضنته مؤخرا جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله بالتعاون مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وذلك بمشاركة قطاعات معنية وأساتذة باحثين ومختصين.
وفي كلمة لها بالمناسبة أوضحت رئيسة المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ربيعة خرفي أن نشاط الطب التكميلي أصبح يمارَس بشكل لافت في المجتمع على الرغم من غياب الإطار القانوني المنظم لممارسته مشيرة إلى أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يلجؤون إلى استخدامه خاصة خلال جائحة كوفيد-19 . 
بحيث ألقت الجائحة بظلالها على كثيرين وهبوا إلى استعمال مختلف العقاقير والحشائش العطرية التي تساعد حسبهم على مداواة اعراض الفيروس واختاروا العلاج الطبيعي متخوفين من الادوية الكيميائية التي سببت بعض انواعها اعراضا خطيرة مما أدى إلى الغاء بالعلاج بها واجمع الأطباء على وصف مختلف الفيتامينات والمضادات الحيوية لمداواة المصابين لاسيما مع الاثار الوخيمة لاستخدام دواء الكلوروكيل الذي لم يتحمله البعض من ذوي الامراض المتزمنة وكبار السن.
وأضافت خرفي أن الحاجة إلى تأطير هذا النشاط تبقى من الأولويات التي ينبغي التكفل بها من أجل حماية صحة المواطن من الأخطار المحتملة التي قد تنجر عن الاستخدامات العشوائية لمختلف الأدوية المكملة المتداولة على نطاق واسع .
وفي السياق ذاته دعا رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين بن براهم إلى استحدث ميثاق أخلاقي يحدد ممارسة النشاط المرتبط بالطب التكميلي أو التقليدي وإلى تضافر جهود القطاعات المعنية لإيجاد الحلول والطرق الصحيحة لمعالجة هذه الظاهرة .
بدورها ذكرت المفوضة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مريم شرفي بجهود هيئتها في مجال حماية وترقية حقوق الطفل وسلامته الجسدية والنفسية مبرزة أهمية المخطط الوطني للطفولة 2025-2030 الذي أولى ـ مثلما قالت - حيزا كبيرا للرعاية الصحية لهذه الفئة.
وفي ذات المنحى تطرق رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي إلى المصطلحات العديدة التي تطلق على الطب التكميلي من بينها الطب التقليدي والطب الطبيعي داعيا إلى العمل من أجل إيجاد حلول ملائمة تساهم في التقليل من هذه الظاهرة.