الجزائر

الطاهر سرايش.. عالم جليل جمع الناس حيا وميتا



نظم مجمع "الشروق" للإعلام والنشر حفل تأبين وتكريم للراحل الطاهر سرايش احتضنه مقر المركز الثقافي الإسلامي محمد الشريف قاهر وسط مدينة المسلية، وقد اكتظت القاعة بالمدعوين من رفقاء الفقيد وأساتذته وشيوخه وطلبته وأفراد عائلته، حيث تداول ممثلون عنهم على المنصة، مقدمين شهادات حية عن مناقب الفقيد وجهوده في الدعوة والإصلاح والبحث العلمي.
رشيد فضيل المدير العام المساعد لمجمع "الشروق":
الراحل تمكن من جمع الناس على المحبة والخير حيا وميتا
قال رشيد فضيل، المدير العام المساعد لمجمع الشروق للإعلام والنشر، بأن الشيخ الطاهر سرايش، تمكن من جمع الناس سواء حيا أو ميتا على الخير والمحبة والإصلاح، وأنه شرف للمجمع أن ينتقل إلى مسقط رأس الإمام والداعية، لإقامة هذه التأبينية التي دأب على تنظيمها مجمع الشروق بالمقر المركزي، لتكريم أبناء الجزائر البررة من أعلام الدعوة والعلم، وعديد الشخصيات التي تركت بصمتها في الحياة اليومية للشعب الجزائري.
واعتبر رشيد فضيل، بأن المرحوم، خلال حياته القصيرة كان من بين الأئمة الذين سلكوا طريق الخير والإصلاح وأدى ما عليه في مجال الدعوة والعلم، وأن الشروق اليوم تتشرف بهذه الوقفة الرمزية دون منة منها، مجددا التأكيد على مواصلة هذا النهج. واستغل مساعد المدير العام، هذه الفرصة لتوجيه أسمى عبارات التقدير إلى مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، وسلطات الولاية التي سهلت إقامة هذا الحفل التكريمي.

مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالمسيلة يوسف بارود:
الشيخ الطاهر كان مخلصا متطوعا ملبيا لكل النداءات
أثنى، يوسف بارود، مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية المسيلة، على هذه البادرة التي قام بها مجمع الشروق للإعلام والنشر، من خلال إقامة حفل تكريمي تأبيني لفقيد الجزائر الدكتور الطاهر سرايش، موجها عبارات الشكر والثناء نيابة عن وزير القطاع والسلطات الولائية، على هذه الالتفاتة في تكريم واحد من قامات الولاية الذي افتقدته الجزائر يوم 20 جانفي الجاري.
مؤكدا في كلمة له بالمناسبة، على أن الشيخ الطاهر ابن الأسرة المسجدية التي انتمى اليها في مارس 1995، كما تقلد عديد المناصب الى أن غادر إداريا القطاع سنة 2004، لكنه لم يغادر المساجد، حيث كان خطيبا في عدة مساجد، وكان صوته صادحا في الإذاعة المحلية عبر خطه الذي استمده من مرجعية الجزائر والجزائريين في سماع الأحكام وإعطاء الفتاوى في مختلف القضايا، إلى أن ابتلاه الله عز وجل بالمرض مغادرا إلى مثواه الأخير.
واغتنم يوسف بارود، هذه المحطة للتذكير بخصاله ومناقبه رغم أنه تعرف عليه لمدة قصيرة، عرف عنه الإخلاص، كما كان عضوا فاعلا في المجلس العلمي، مخلصا متطوعا ملبيا لكل الدعوات التي تصله لتنشيط الفضاءات العلمية والملتقيات والمحاضرات، كان نوره يشع على المجتمع إلى أن قضى الله أمرا كان مفعولا.

الإمام رابح منجحي
الفقيد عاش بسيطا متواضعا وتكريمه أقل شيء في حق أهل العلم
أكد الإمام رابح منجحي، في كلمته نيابة عن أئمة الولاية، بأن التكريم الذي بادر إليه مجمع الشروق للإعلام والنشر، يُعد أقل شيء في حق أهل العلم، لأن الحديث عن الأستاذ الطاهر سرايش فقيد الولاية ذو شجون وأن الدموع التي بكته لا تكفي، لأن مصيبة فقد العلماء عظيمة، وبهذه الفاجعة الأليمة يكون قد انطفأ أحد المصابيح التي كانت تهدي الناس إلى الخير والبر.
الشيخ منجحي عاد إلى ذكرياته مع الفقيد الذي تعلم على يديه في مقتبل العمر كان يحظى بحب الجميع نظرا لتواضعه وبساطته، ولم يفوت الإمام رابح منجحي هذه السانحة للتذكير بحادثة طريفة وقعت له مع الشيخ الطاهر، حين ذهب لأداء مناسك العمرة وكان أنذاك طالبا عنده بالجامعة، حيث كلفه بإعداد بحث كغيره من الطلبة رغم أنه يعرفه منذ الصغر ومن نفس الجيل، الا أن انشغاله بالعمرة أنساه انجاز البحث، حيث تفاجأ يضيف ذات المتحدث بمكالمة هاتفية منه في إحدى الليالي للسؤال عن أسباب عدم انجاز البحث الذي طلب منه إحضاره أو يضع له علامة "صفر" في المادة، مما استلزم منه قضاء ليلة كاملة تكللت بإتمام العمل وتسليمه له في صبيحة اليوم، رغم معاتبه إياه على عدم تذكيره، الا أن رد الأستاذ الراحل "بأنه يعمل دائما وأبدا على مبدأ تكافؤ الفرص ولا مجال للتمييز بين هذا أو ذاك".

مراد بكير عضو اللجنة الدينية بمسجد مصعب بن عمير:
الراحل أنار المسجد ووفاته سببت لنا نكسة يصعب نسيانها
تمكن الفقيد، حسب عضو اللجنة الدينية لمسجد مصعب بن عمير، من بعث الروح في المسجد الذي احتضن الشيخ الطاهر إلى أن وافته المنية، كما كان له الحظ بالتحاق الراحل ببيت الله الذي أناره بدروسه والمسابقات والحفلات الدينية وتكريم حفظة كتاب الله، حيث ترك حاليا 120 طفل يحفظون القرآن الكريم، وفاته سببت نكسة حقيقية لرواد بيت الله يصعب نسيانها، رغم الإيمان بقضاء الله وقدره.

إسماعيل ديلمي رئيس المجلس الشعبي الولائي بالمسيلة:
الشيخ سرايش كان رأس ماله العلم والكلمة الطيبة
قال إسماعيل ديلمي، رئيس المجلس الشعبي الولائي بالمسيلة "إن قدر الشيخ الطاهر سرايش وعائلته الكريمة كبير"، وأضاف "إننا اليوم أمام حدث جلل يحتاج من كل إنسان التنبه لمثل هؤلاء الرجال الذين كان رأس مالهم الكلمة المخلصة والنصيحة الصادقة".

الأستاذ صالح نور:
الفقيد كان داعية بعلم ودراية
نحسب الشيخ الطاهر سريش رحمه الله من العلماء، وأن العلماء ورثة الأنبياء، فكان رحمه الله على نهجهم نسأله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره ومقامه في الجنة، كان الداعية والمرشد إلى الله بعلم ودراية نسأل الله مرة أخرى المغفرة والرحمة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

الشاعر عمار نقاز يرثي الفقيد
قدم الشاعر عمار نقاز أبياتا شعرية رثى فيها رحيل الشيخ الطاهر سريش رحمه الله، لكنه قبل البدء قال "إننا نحتفي اليوم بذكرى رحيل هرم شامخ ترك الجميع في هذه البلدة وخارجها يتساءلون ما لي هذا الرجل، وقد أخذ قلوبنا إنه بحق إمام وعلامة وعالم رغم أن عمره لم يتعد 47 سنة، فحري بهذه الأمة أن تقتدي برجالها وعلمائها الذين نعتبرهم شموعا وأنوارا تضيء الطريق.

فريد رداوي صحفي إذاعة المسيلة:
هذه تجربتي مع الشيخ سرايش
قال فريد رداوي وهو صحفي ومعد برامج بإذاعة المسيلة إنه عرف الشيخ الطاهر رحمه الله نقيا تقيا طاهرا صادقا مخلصا في عمله محترما للوقت، يقدر أيما تقدير مستمعيه الذين كانوا يترقبون حصته التي يجيب من خلالها على مختلف الأسئلة الفقهية التي يطرحونها عليه"، وأضاف رداوي: "كنت معه حوالي 15 سنة لم يتقاض فيها مقابلا، لأنه كان يؤمن بأنه يعمل في سبيل الله وفي سبيل نهضة الوطن، الشيخ الطاهر كان حريصا على الوفاء بوعده، كان يلومنا على تأخير موعد الحصة بدقائق لا لشيء إلا لأنه يحترم المواعيد مع مستمعيه ومتابعيه، كان يؤسس دوما للوسطيه والاعتدال انطلاقا من مذهب الإمام مالك رحمه الله، وكان يتلمس وينقب عن الفتاوى التي تسهل على الناس معاشهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم، حصته كان لها صيت واسع ومئات المتابعين ليس من داخل الولاية فقط، بل حتى عبر الوطن، وكانت آخر ندوة له عبر أمواج أثير إذاعة المسيلة الجهوية يوم 27 اكتوبر 2017 منها توقف عن النشاط بسبب المرض الذي ألزمه الفراش وكان محبو الشيخ ومتابعوه عبر الإذاعة يتساءلون عنه كل يوم، لكن شاء الله وشاءت قدرته أن يرحل عنا الشيخ الطاهر بعد أقل من ثلاثة اشهر على مرضه، رداوي أبى في نهاية تدخله، إلا ان يوجه نداء إلى كل الأئمة قائلا "لقد رحل عنا الشيخ الطاهر.. ماذا انتم فاعلون؟".

رشيد بوسيافة رئيس تحرير بجريدة الشروق:
لا بد من تخليد جهود الراحل سرايش لتبقى للأجيال القادمة
قال ممثل جريدة الشروق "إن جنازة الشيخ الطاهر سريش التاريخية بالمسيلة لفتت انتباهنا إلى هذه الشخصية العلمية والدعوية العظيمة، فالأمر يتعلق بعلامة وشيخ جليل لابد من الوقوف عند مناقبه وأثره وآثاره التي من المفترض سيظهرها طلابه ومرافقوه وكل من عرفه من قريب أو من بعيد"، وأضاف المتحدث "اليوم نقف هذه الوقفة عرفانا منا ومن القائمين على الشروق باعتبارها المؤسسة الإعلامية الجزائرية التي ظلت وستبقى حاضنة لكل العلماء والشخصيات والمفكرين إجلالا وتقديرا لما قدموه والشيخ الطاهر سريش واحد من هؤلاء ان شاء الله".

الشيخ عمر سريش والد الفقيد الطاهر رحمه الله:
الطاهر كان نِعم الولد ونِعم الصديق
قال الشيخ عمر سريش والد الأستاذ الطاهر رحمه الله، كان طيلة الاحتفالية صامتا يذرف الدموع أحيانا ويتأمل الحضور حينا: إن الشيخ الطاهر فلذة كبدي رحمة الله عليه، شهد له الجميع بالإخلاص، ونحسبه عند الله كذلك، وحضوركم اليوم شهادة له بأنه كان الولد الصالح المجتهد المتعلم المتفان في عمله المخلص في عمله المجد من أجل أن يقدم الجديد لمريده، إننا فقدنا نُعم الولد ونِعم الرفيق ونِعم الصديق، كان بارا بوالديه رحمه الله، نشكر مجمع الشروق على هذه الوقفة المحترمة، وما عسانا إلا أن نقول لله ما أخذ ولله ما أعطى، بارك الله فيكم وجعل الله عملكم في ميزان حسناتكم.

أستاذ الشريعة مجيدي العربي بجامعة المسيلة
طبع أطروحة الفقيد سرايش أفضل تكريم له
وصف مجيدي العربي، الأستاذ بقسم العلوم الإسلامية بجامعة محمد بوضياف في المسيلة، المصاب الذي ألم بالقسم أنه لا يقل عما حلّ بعائلة الشيخ الطاهر سرايش الذي كان أستاذا مخلصا عالما عاملا لينا مُحبا لطلبته، عطاءه لا تمحوه السنون ولو طالت، واعتبر الأستاذ مجيدي الذي كان زميلا للشيخ الطاهر كطالب في الجامعة سنوات التسعينيات إلى أن افترقا في التخصص فقط، بالطالب البسيط الجاد المتألق في نتائجه مما أنتج منه عالما وإماما ومدرسا.
وأكد رفيق الشيخ الطاهر، في كلمته أمام الحضور، بأن مدارج الجامعة والإمامة فقدت فعلا علما من أعلامها وأستاذا جليلا وصفه بالبوصلة التي كانت تضبط له رفقة ثلة من الأصدقاء الاتجاهات والاختلافات، نظرا لصعوبة التخصص الذي سلكه المرحوم. واستغل الأستاذ العربي مجيدي الفرصة من أجل المطالبة بطبع أطروحته وإخراجها على شكل كتاب.
وعدّد المتحدث مناقب وصفات الشيخ الداعية الذي عاش بسيطا ومات عظيما، حتى أنه طوال حياته الجامعية لم يستفد من منحة دراسية للخارج، رغم أنها حق من حقوق الأستاذ الجامعي وذلك لانشغاله بهموم الأمة رغم النصائح التي تلقاها من قبل زملائه، الا أنه رفض ذلك حتى لا يغيب عن المنابر ومقاعد الجامعة، توفي وبقي حلمه برؤية قسم الشريعة صرحا مستقلا خاصا مثل جامعات أخرى معلقا، ترك مكتبة متنوعة كان وراءها بجهده وماله، اختار عناوينها ونقلها إلى الجامعة صدقة جارية له.

الطالبة شهيب شروق ممثلة الطلبة:
كان قدوة في العلم والتواضع
قالت الطالبة شهيب شروق إن الدكتور الشيخ الطاهر سريش كان الأستاذ والمعلم والناصح والموجه والمرشد، كان الصديق المخلص، كان بمثابة الأب الحنون على أبنائه، متواضع أمام طلبته في قسم الشريعة، متسامح متسام نصوح للجميع، تدخلاته كلها علم وفكر ونبراس للطلبة، كان دوما يحثنا على العلم والمعرفة، انطلاقا من مبدأ أن الأمم لن تنهض إذا لم تتعلم، كان يتوقع منا سؤالا قبل أن نطرحه رحمه الله كان دوما على نهج الفقه المالكي.

الحركة الجمعوية بالمسيلة تمنح وسام الوفاء لمجمع "الشروق"
أبت الحركة الجمعوية بالمسيلة ممثلة في السيد كمال بلقاضي إلا أن ترد جميل الشروق ووقفتها مع عائلة الشيخ الطاهر سريش، بتكريم لمجمع الشروق، وذلك بمنحها وساما كعربون محبة وتقدير لما تبذله الشروق بكل فروعها وإصدارتها في مجال التعريف بالشخصيات الوطنية وعلماء الجزائر.
ممثل المجتمع المدني بلقاضي أكد بالمناسبة أن التفاتة الشروق أحيت في نفوس سكان الولاية ذكرى رحيل العلامة الشيخ الطاهر الذي كان بحق مثال للرجل الصالح، الرجل الداعية المخلص لأهله ووطنه، التفاتة سيبقى لها الأثر الطيب وأن الحركة الجمعوية بالمسيلة سيكون لها في الأيام القادمة محطة مع ذكرى الشيخ الطاهر للتعريف بمناقبه وشخصيته، وسيتجلى هذا بحول الله في النشاط العلمي الذي تشرف عليه الحركة الجمعوية بالمسيلة (الماهر بالقرآن) الذي حضرته في طبعته السابقة 43 ولاية .

الصحفي أحمد حجاب
لقد فقد المسجد والجامعة فقيها واعظا مربيا من طراز نادر
أكد الصحفي أحمد حجاب، في تعليقه على وفاة الشيخ الطاهر سرايش، بأن المسجد والجامعة فقدا فقيها واعظا، تجلى ذلك فيما خلفه من أثر طوال مسيرته الدعوية وإصلاح ذات البين سواء على منابر المساجد أو الجامعة، وأن أفضل وأحسن تكريم له هو حضور عشرات الآلاف من المشيعين الذين توافدوا على مسكنه وشيعوه إلى مثواه الأخير.
وأضاف حجاب بأن الفضل يعود إلى مدير الشؤون الدينية الحالي الذي قوبل اقتراحه بالاستعانة بالمرحوم في مسجد مصعب بن عمير بحي 504 مسكن، بالموافقة، وهو الخبر السعيد الذي تناقله أنذاك سكان الحي وتحول المسجد إلى قبلة مفضلة، حتى أن هذا الأخير لم يعد يستوعب المصلين، ناهيك عن مساهماته في الجامعة والإذاعة، مؤكدا بأن الراحل لايزال حيا في قلوب الجميع.

بوسكرة محمد إمام مسجد:
عرفناه جادا متفانيا في عمله
قال الشيخ بوسكرة محمد، إمام مسجد عبد الله بن مسعود، اشبيليا القديمة بمدينة المسيلة، إن الشيخ الطاهر جمعتني به عدة ندوات، وهو جاري في المسجد لأنه كان إماما بإشبيليا الجديدة، عرفته مجدا مجتهدا متفان في دروسه، مقبل على العلم والمعرفة، نشطنا معا ندوة حول جهاد المرأة الجزائرية، كان بحق بارع فيما يقدم من دروس وحلقات وندوات .

الأستاذ بن زاوي نصر الدين صهر الشيخ طاهر:
كان لا ينام إلا قليلا ..
قال الأستاذ بن زاوي، نصر الدين، صهر الشيخ طاهر، إنه كان يزور الشيخ الطاهر سرايش في غرفته في الجامعة، وكان يرى أنه لا ينام إلا نادرا، محافظا على الصلاة، وعلى المطالعة التي لم يكن يفارقها حتى وهو في طابور الطعام، ويقول الأستاذ بن زاوي إنه حضر أول خطبة للشيخ بمسجد رشانة بالمعاضيد حيث بدأها بقوله: اترك الدنيا يحبك الناس.

الشاعر محمد براح
كل دروع الجزائر لا تكفيك.. سلام على الطاهر في الخالدين
اختار الشاعر محمد براح، رثاء الشيخ والداعية الطاهر سرايش، بقصيدة مؤثرة تحت عنوان "سلام على الطاهر في الخالدين" التي تمحورت حول مناقب وخصال الراحل الذي برهنت جنازته التي تناقلها مئات الآلاف على أنه يستحق كل دروع الجزائر، لأن هذه الأخيرة استفادت منه كثيرا، نظير علمه وأخلاقه، واستطاع براح بصوته الجهوري هز القاعة بأشعاره التي وصف فيها فقيد الأمة، بكل الصفات والفضائل التي قلّما تجتمع في شخص واحد تخطفه الموت.

سلوك غريب من إدارة جامعة المسيلة!
كان من المقرر أن يقام الحفل التكريمي للشيخ الطاهر سرايش، داخل جامعة المسيلة، بعد الاتفاق مع نائب رئيس الجامعة الذي كلف مسؤولا آخر بمتابعة الجوانب التنظيمية، على أن يكون الحفل يوم الاثنين بالتنسيق بين مجمع الشروق والجامعة، إلا أن إدارة الجامعة فاجأت القائمين على الحفل بتأجيل النشاط إلى يوم الأربعاء من دون إبلاغ المسؤولين في الشروق، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، ولأن الشروق أعلنت عزمها تنظيم الحفل كان عليها أن تواصل العمل، حيث تم الاتصال بالمسؤولين بوزارة الشؤون الدينية ومديرية الشؤون الدينية بالمسيلة الذين وافقوا على المبادرة باعتبار أنّ الراحل الطّاهر سرايش ظل ينتمي إلى القطاع رغم أنه كان موظفا في الجامعة، فتحية إلى كل القائمين على الشؤون الدينية، الذين سابقوا الزمن لتكريم الفقيد الطاهر سرايش.... ورسالة عتاب من كل محبي الشيخ إلى إدارة جامعة المسيلة وهو الذي أفنى حياته في هذه الجامعة.

أصداء:
ثمّن الحاضرون تأبينية الشيخ الطاهر سرايش، هذه المبادرة التي لا تعد جديدة على مجمع الشروق الذي ألف الاحتفاء بالدعاة والأئمة والعلماء، خاصة وأن هذه الالتفاتة تعد الأولى من نوعها، التي أقيمت خارج المقر المركزي، الأمر الذي أشاد به كثيرون، باعتبار هذا العمل سيكون توثيقيا للأجيال الصاعدة للتعرف عن حياة ومناقب الشيخ.
لم يستطع الحضور إخفاء دموعهم وتأثرهم بالراحل، خصوصا عقب بث شريط فيديو قصير لجنازة الراحل التي أخذت صدى واسعا داخل وخارج الوطن، ومقاطع من خطبه التي كان يلقيها الشيخ الطاهر سرايش في حياته، ولم يتمالك الكل أنفسهم في مشهد يؤكد مكانة الراحل في قلوب الجميع من مشايخ وأئمة وأساتذة وطلبة الراحل.
نجح مجمع الشروق للإعلام والنشر، في جمع رفاق المرحوم الذين تداولوا على المنصة للحديث عن فقيد الجامعة والمساجد والاذاعة، واستغل هؤلاء الفرصة من أجل التذكير بابن الجزائر الذي خطفه الموت في ريعان شبابه.
لم تغب اللجنة الإعلامية لمسجد مصعب بن عمير بحي 504 مسكن بمدينة اشبيليا في المسيلة، الذي يعد آخر مسجد يحتضن الداعية المرحوم الشيخ الطاهر، حيث رصد شباب المسجد كل صغيرة وكبيرة.
اكتظ مدرج المركز الثقافي الاسلامي العلامة محمد الشيخ قاهر، بالحضور الذين لبوا دعوة مجمع الشروق، ولم يتمكن الكثير من الأئمة إلقاء شهاداتهم حول الراحل نظرا للعدد الهائل من المشايخ والأساتذة ورفاق الفقيد.
عجز بكري الخثير الذي يعد صديقا مقربا للشيخ الطاهر سرايش رحمه الله عن الكلام ولم يتمالك نفسه بعد صعوده المنصة، حيث انهمر باكيا من شدة التأثر والتعلق بالمرحوم، مما اضطره إلى الاعتذار من الحاضرين، في مشهد مؤثر جدا يؤكد مكانة الراحل في قلوب محبيه وأصدقائه وأهله.
ماذا أنتم فاعلون أيها الأئمة؟ هي العبارة التي أطلقها صحفي إذاعة المسيلة الجهوية في آخر مداخلته، بحكم أنه نشط رفقة الشيخ الطاهر رحمه الله ندوة الجمعة عبر أثير الإذاعة، حيث تساءل بإيجابية ماذا أنتم فاعلون بعد رحيل الشيخ الطاهر، وهي الكلمة التي رد عليها أحد الأئمة بالقول نحن هنا إن شاء الله، وسنعمل من أجل أن يتأسس المنبر خدمة للأمة وعلمائها ورجالاتها ومنهم الشيخ الطاهر رحمه الله .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)