الطاهر حجار متهم "باستفزاز و احتقار سكان الجنوب"'!

لم يكلّف وزير التعليم العالي والبحث العالي الطاهر حجار نفسه أكثر من بضع كلمات في تعقيبه على مداخلة عضو مجلس الأمة عن ولاية إليزي ، انتقد فيها تباطؤ إجراءات مصالحه الوزارية في تلبية المطالب بفتح تخصصات جديدة على مستوى المركز الجامعي بالولاية ، الذي افتتح بتوجيهات من رئيس الجمهورية قبل 4 سنوات، لكنها كانت كافية لفتح وابل من الانتقادات على الوزير الذي استهزأ بشريحة واسعة من طلبة الجزائر لطالما عرف عنهم اجتهادهم ومثابرتهم وتفوقهم في عديد المجالات ، حسب ما جاء في تعليقات المتابعين على صفحة "البلاد".وكان عضو مجلس الأمة عن ولاية إليزي بوعمامة عباس ، الذي ينتمي إلى صفوف التجمع الوطني الديمقراطي ، قد نقل انشغالا إلى الوزير حجار ، حول فتح تخصصات جامعية جديدة بالمركز الجامعي للولاية ، لكن إجابة وزير قطاع التعليم العالي لم تلقى ترحيبا لدى السيناتور الذي عبّر عن امتعاضه من تقديم السلطات الوزارية تبريرات كلّما تعلّق الأمر بمناطق أقصى الجنوب ، على حدّ تعبيره ، وهو ما عبر عنه في تعقيبه على الإجابة التي أدلى بها الوزير على انشغاله في جلسة علنية لمجلس الأمة .
وقال ممثل ولاية إليزي مخاطبا الوزير حجار :"لن تقنعني بأن فتح تخصصات جديدة يتطلب تشكيل لجنة جهوية ولجنة وطنية ولجنة لا أعرف ماذا أيضا!" ، مذكرا بأن رئيس الجمهورية عندما قرر افتتاح المراكز الجامعية في هذه المناطق كان على دراية بظروف طلبة الجنوب وطلبة ولاية إليزي على وجه الخصوص ، خاصة فئة الطالبات ، مبرزا شغور ما يناهز 80 سكنا وظيفيا بسبب غياب الأساتذة المؤطرين عن هذه المراكز الجامعية.
ليأتي ردّ الوزير مقتضبا وصادما في ذات الوقت ، حيث اكتفى حجار ، وبلهجة غريبة ، بالقول إن "عدد الناجحين بولاية إليزي كلها هو 52 طالبا فقط" ، في إشارة إلى أن النتائج التي يحقّقها طلبة المركز الجامعي في الولاية لا ترتقي إلى افتتاح تخصصات جديدة في المركز ، تعفي الطلبة من عناء التنقّل للدراسة في جامعات ومراكز بعيدة .
ولم يوفّر متابعو صفحة "البلاد" في فيسبوك ، فور نشر مقطع الفيديو الذي ينقل ماحدث تحت قبة مجلس الأمة بين الوزير حجار والسيناتور عباس بوعمامة ، انتقاداتهم وسخطهم على ما أدلى به الوزير ، حيث أجمعت تعليقاتهم على أن ذلك الكلام لا يصحّ أن يصدر عن وزير في الحكومة ، فيما عمد آخرون إلى عقد مقارنات بين ما قاله الوزير الجزائري وبين ما يحدث في بلدان أخرى على غرار اليابان ، التي يمكن أن تخصص قطارا لنقل طفلة واحدة من منزلها في إحدى القرى الصغيرة للالتحاق يوميا بمدرستها ، في الوقت الذي يبرّر في حجار تقاعس مصالحه عن تلبية انشغالات طلبة أقصى الجنوب بمبررات واهية ، يقول متابعون.