الجزائر

الطارف تغرق في الفيضانات كل شتاء



الطارف تغرق في الفيضانات كل شتاء
تتكرر قصص وسيناريوهات معاناة سكان مختلف مناطق ولاية الطارف مع الفيضانات حتى أضحت المواسم الشتوية هاجس سكان المنطقة في ظل واقع وصف بالهش مع غياب إرادة حقيقية للجهات المسؤولة لتجنيب المنطقة من هذا الشبح الذي يتجدد في كل موسم.شهدت عدة مناطق بالطارف نهار الخميس الماضي فيضان عدة أحياء سكنية بالإضافة إلى تدفق مياه الأمطار إلى المنازل والمقرات العمومية من إدارات و مؤسسات تربوية أسفرت على عدة خسائر مادية وأخرى بشرية في صورة وفاة طفلين غرقا بوادي « بوقلالة» ببلدية العيون بعد امتلاء هذا الأخير ومياهه جرفت الضحيتين، كما أسفرت الأمطار الأخيرة على قطع بعض الطرقات منها الطريق الوطني رقم 44 الذي يعد الشريان الاقتصادي لولاية الطارف وإجلاء بعد العائلات التي اضطرت إلى ترك منازلهم التي غمرتها مياه الأمطار، هذا ناهيك عن فياضان الشوارع والأزقة بالمدن الحضرية وعلى رأسها مدينة عاصمة الولاية بسبب تأخر انجاز مشاريع حماية المدينة من الفيضانات التي تم تسجيلها منذ سنة 2010 وكذلك ضمن البرنامج الاستعجالي الذي استفادت منه ولاية الطارف بعد طوفان فيفري 2012 علاوة عن البرنامج التكميلي الذي خص به الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة للمنطقة سنة .2013 وتجدر الإشارة إلى أن مصالح الحماية المدنية قد سجلت في ظرف 24 ساعة من الخميس إلى الجمعة 52 تدخل بالنقاط الفيضية ب 200 خرجة ميدانية عبر 10 بلديات بالولاية استعملت فيها 30 مضخة للمياه لتسريب مياه الأمطار من المناطق الفيضية و25 شاحنة وعدد من سيارات الإسعاف.إجلاء 28 عائلة بعدة مناطق وعودة الاحتجاجات بسبب الفيضاناتشكلت السلطات الولائية بالطارف على اثر التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة من يوم الخميس إلى الجمعة الماضية خلية أزمة أين تم إحصاء عدد من التدخلات على مستوى 11 بلدية بالولاية، حيث تم إجلاء 28 عائلة اقتحمت مياه الأمطار مساكنهم بعدة مناطق بكل من القالة، بريحان وكذل العيون أين تم انتشال جثتين لطفلين غرقا بوادي بوقلالة، كما تم إنقاذ شخص من الغرق حاصرته المياه بقرية بوحشيشة ببلدية عين العسل.كما سجل عدة حالات قطع الطرقات منها الوطنية رقم 44 و82 وكذلك الولائية رقم 110 و118 كما غمرت المياه ستة مدارس و10 مؤسسات عمومية وكذا الحي الإداري الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن خلال هذه الفترة شهدت عدة مناطق حركات احتجاجية من طرف المواطنين بسبب الفيضانات التي غمرت الأحياء السكنية بسبب غياب التهيئة على غرار منطقة المرجة ببلدية بحيرة الطيور وكذا منطقتي سيدي قاسي وبن مهيدي بالإضافة إلى بلدية الذرعان التي سبحت إحيائها في مياه الأمطار المتدفقة بسبب غياب التهيئة. كما ذكرنا وهو المطلب الذي طالما ناشد به سكان هذه المنطقة وعدة مناطق الأخرى ومن الأسباب الأولى لقيام الحركات الاحتجاجية بفعل غياب مشاريع التهيئة بهذه المناطق .مشاريع فاشلة ابتلعت أكثر من ستة ألاف مليار سنتيمتجمع شهادات المتتبعون للشأن المحلي بالطارف أن الدولة قد وفرت جميع الإمكانات المادية لولاية الطارف من اجل مشاريع التهيئة والتطهير لحماية هذه الأخيرة من الفيضانات، حيث رصدت مبلغ يفوق ستة ألاف مليار سنتيم من اجل مشاريع التطهير والتهيئة منها تطهير سهل بمساحة 17 ألف هكتار الأراضي الفلاحية الممتدة من عين العسل إلى غاية بحيرة الطيور بتكلفة انجاز أولية 100 مليون دولار بهدف بعث الزراعة بهذه الأراضي الفيضية. وكذا حماية الأقاليم السكنية من الفيضانات إلا أن هذا المشروع لم يعطي أكله حسب بعض الفلاحين والملاحظون الشأن المحلي التنموي، هذا إلى جانب رصد الدولة لمبلغ 117 مليار سنتيم لتطهير وجهر الأودية الكبيرة بالولاية وهو المشروع الذي عرف مصير سابقه، ولم يخرج مشروع حماية مدينة الطارف من الفيضان الذي رصد له مبلغ 100 مليار سنتيم عن المألوف بالنسبة للمشاريع المتأخرة والفاشلة حيث شهد مقر مبنى الولاية، الإذاعة، وبعض المقرات الإدارية ومحور الطرق الوطنية ليلة الخميس إلى الجمعة طوفانا حقيقيا يصعب عبور إلا على متن زورق ، فصورة المشهد تعبر أكثر من أي كلام. كما شهد حيين آخرين بمدينة عاصمة الولاية فيضان إلى جانب 17 حيا أخر بعدة بلديات وهي الحصيلة التي سجلتها مصالح الرسمية للحماية المدنية والواقع يبرز أكثر من ذلك. وللتذكير فان الطارف قد استفادت خلال السنوات القليلة الماضية من مبلغ وقدره 1600 مليار سنتيم خصصت لمشاريع التحسين الحضري حصة الأسد منها وجهت لمدينة الطارف أين تركزت مشاريع التهيئة بالنقاط الحيوية والطرق التي تعبر منها المواكب الرسمية لمحو صورة دمار «هوريشيما» الذي وصف بها وزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته للطارف في شهر ديسمبر 2013 من طرق والأرصفة والصورة العامة لمدينة الطارف حيث استفادت الولاية في ذلك الوقت من مبلغ وقدره 3165 مليار سنتيم في إطار البرنامج التكميلي، وبدرجة اقل استفادت مدينة القالة من مشاريع التهيئة على اعتبار أنها المدينة السياحية رقم واحد بالولاية، في حين لم تستفد باقي البلديات إلا القليل من مشاريع التهيئة التي دمرت بعدها بالكامل بفعل مشاريع تجديد البنية التحتية بهذه المناطق.رئيس المجلس الشعبي الولائي يشخص الوضع ويؤكد «لاخرساعة»« تلاعب المقاولين وعدم جدية الإدارة في متابعة المشاريع سبب المأساة»يتلخص مشكل الطارف الدائم مع ظاهرة الفيضان في فشل مشاريع التهيئة والتطهير وحماية المناطق من هذه الظاهرة، وعن واقع هذا الأمر اتصلت «اخرساعة» برئيس المجلس الشعبي الولائي السيد طارق تريدي الذي أكد أن تلاعبات المقاولين وشركات الانجاز بهذه المشاريع وعدم جدية الادارة في متابعة المشاريع سبب هذه المأساة المتكررة في المواسم الشتوية، حيث ذكر محدثنا أن تأخر انجاز مشروع الرواق الأساسي لتصريف المياه عن مدينة الطارف الذي سجل سنة 2010 هو المتسبب الرئيسي في فيضان المدينة، مشيرا أن هناك عدة نقاط فيضية بالمدينة استطاعت الجهات المعنية معالجتها باستثناء حيين فقط. وعن فشل بعض مشاريع التطهير والتهيئة التي استفادت منها الولاية ضمن البرنامج الاستعجالي والتكميلي الذي جاء به الوزير الأول في وقت سابق أوضح ذات المتحدث أن البرنامج الاستعجالي لم يدرس ويوزع بطرق صحيحة وهو ما أسفر على مشاريع فاشلة استفاد منها المقاولين في تضخيم أرصدتهم فقط، مشيرا أن البرنامج الاستعجالي الذي استفدت منه الولاية سنة 2012 والبرنامج التكميلي الذي استفادت منه المنطقة سنة 2013 اللذان شكلا ضغطا كبيرا على السلطات الولائية مما اخلط الأوراق ولم تستفد منهما الطارف بالشكل الصحيح، في الأخير ذكر رئيس المجلس الشعبي الولائي أن عدة مشاريع تخص قطاع الري قد تم تجميدها بسبب سياسة التقشف مما حال دون تجسيد هذه المشاريع مضيفا في الأخير أن تأخر المشاريع ورداءة الانجاز تعود إلى عدم المتابعة الجدية من طرف الإدارة، هذا ناهيك عن غياب التنسيق بين القطاعات وعدم تفعيل توصيات المجلس التي تخص ذلك مع مصالح الدوائر والبلديات إعادة تجديد البنية التحتية لأحياء حديثة التهيئة.« اقتراح مشروع الزوارق بدل طكسيات المدينة شتاءا»وصلت درجة سخرية بعض مواطنو ولاية الطارف عن المأساة المتكررة للمنطقة بفعل الفيضان كل شتاء إلى اقتراح مشروع استغلال الزوارق المائية بدل سيارات الأجرة الحضرية في نقل المواطنين سيما خلال المواسم الماطرة لتسهيل عملية التنقل التي عادة ما تتوقف في مثل هذه الظروف وعجز الجهات المعنية في إيجاد حل لهذه الظاهرة المتكررة مع أول قطارات الأمطار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)