الطارف نساء شغوفات بالسياقة

تشهد مختلف مناطق ولاية الطارف تزايد طلب العنصر النسوي في الحصول على رخصة السياقة، بالرغم من أن المنطقة معروفة بتقاليدها المحافظة، وهو مؤشر على أن المجتمع الطارفي يشهد تحولات كبيرة   ^ بعض ممن تحدث “الفجر“ إليهم أسباب الرغبة الجامحة للفتيات من وراء تعلم سياقة السيارات، إلى التباهي والتفاخر فيما بين الأسر والعائلات من منطلق أن رخصة السياقة أصبحت علامة من علامات الفتاة المتحضرة.  وارتفعت خلال الأشهر الأخيرة “حمى“ الحصول على رخصة السياقة بشكل لافت للانتباه، الأمر لم يعد يقتصر على مدارس التعليم المعتمدة فحسب، بل تحوّل إلى محيط العديد من المناطق الخالية من الحركة كل مساء وخلال عطل نهاية الأسبوع إلى مراكز جذب العشرات من الجنس اللطيف رفقة آبائهن أو أزواجهن الذين يقومون بالإشراف على تعليمهن السياقة، بعيدا عن الضغط الموجود في مضمار التعليم الذي صار يعج خلافا لما كان من قبل، بأعداد واسعة من كلا الجنسين.   واعتبر العديد من العارفين بطبيعة المجتمع الطارفي، أن التهافت هذا الذي يعدّ غير مسبوق حتى في عاصمة الولاية أو أكبر مدنها، يرجع بالأساس إلى جملة التحولات التي تخللت هذا النسيج الاجتماعي المحلي. وإذا كان هذا هو تحليل العديد من العارفين المحليين من واقع نظرة سوسيولوجية للمجتمع الطارفي الذي كان محافظا إلى حد ما، فإن تحوّل هذا الأخير نحو معايير مغايرة كقيادة المرأة للسيارة التي كانت أمرا يبعث على الغرابة والاستغراب من قبل.  أما الآن فأصبح مضمار السياقة الكائن بمدخل بلدية البسباس أو بوثلجة كأنه معرض لمسابقة جمال أو ما أشبه ذلك، يدلّ على أن بوصلة المجتمع الطارفي دارت نحو تكريس العديد من القيم التي كانت محظورة من قبل.   في حين ترى مصادر من أقدم ممتهني مدارس السياقة على المستوى الجهوي، أن ظاهرة الغزو المفاجئ للمئات من الفتيات المراهقات لمدارس تعليم قيادة السيارات، والتي بلغت أضعاف ما كانت عليه من قبل، لا يمكن أن يبرر حسب هذا الأخير، إلا من باب الخوف من المصاعب التي قد تخلقها القوانين الجديدة التي سوف تحكم الحصول على رخصة السياقة مستقبلا، والتي تنعكس أيضا على قدرة طالبي هذه الرخصة.   خلاف حمزة