تكشف القصة الرائعة للصومعة، الموجودة في الفحول بالقرب من تلمسان في الجزائر، بقايا ثمينة من عصر الزيانيين. في قلب هذه البلدة، يقف بفخر برج المئذنة الوحيد، شاهد مؤثر على مسجد فقد. يرن صداها اسم "الصومعة" بصدى الماضي البعيد، مستحضراً روعة وعظمة الحضارات المندثرة.
هذا البرج المهيب، الذي تتخذ أطرافه لا تزال طابعًا على الأفق، يشهد على الهندسة الرفيعة والفطرة الإبداعية لحرفيي عصر الزيانيين. في السابق، كان هذا المسجد مركزاً حيوياً لمجتمع مزدهر. إلى جانبه، تظهر الجدران الممحوة بواسطة الزمن، تخيلات القرية المفقودة، ربما تُسمى دار الصومعة أو اسمًا آخر ضائعًا في غيوم الماضي.
عبر العصور، كان هذا المكان شاهدًا صامتًا على نشاط ديني مكثف. تكشف الآثار التي تركها العديد من الأولياء والتلاميذ الذين زاروا هذا المسجد أو الزاوية عن أهمية هذا المكان الروحية والثقافية.
على مقربة، يشهد مقبرة سيدي العز أيضًا على هذه القصة الغنية. تروي قبورها، المرتبة بكرامة، قصص الأشخاص الذين عاشوا وأحبوا وصلوا في هذه الأرض المباركة.
اليوم، تظل الصومعة مكانًا محملاً بالغموض والمعنى التاريخي. إنه يذكرنا بأهمية الحفاظ على وفهم تراثنا الثقافي، من خلال تكريم الأجيال التي صاغت العالم الذي نعيش فيه اليوم. لتلهمنا هذه البقايا على احتضان إرثنا بإحترام والتزام في نقل هذه القصة إلى الأجيال القادمة، حتى يستمروا في نسج خيوط سردهم المشترك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2024
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : Hichem BEKHTI.