يكتسب الشعر هويته وخصوصيته من خلال وسائل فنية متعددة أهمها اثنتان لا يعتبر أي كلام شعرا من دون توافرهما معا: الإيقاع والصورة، فالكلام الذي يعتمد التقرير والمباشرة مع توافر الموسيقى فيه ليس إلا نظما، والذي يعتمد التصوير الشعري الخيالي دون الموسيقى ليس إلا نثرا فنيا فالإيقاع والصورة الفنية يجريان سويا في دائرة الشعر، إلا أن الصورة لها وقعا خاصا لدى المتلقي؛ لأنها تحرر اللغة من العلاقات العقلية التقليدية التي تربط بين مفرداتها، وتولد علاقات جديدة من شأنها أن تحقق الدهشة وتنطلق إلى آفاق أوسع، فتكسب بذلك معاني جديدة لا تتوفر للمفردات المجردة التي تتكون الصورة منها، ولعل هذا ما يمنح للشاعر قيمته حين يستخدم مفردات متداولة بين الناس، ولكنه يكون منها ما لم يستطع غيره فعله، كما هو الحال مع مفدي زكريا الذي رسم في سجنياته بريشة الفنان المتمرس صورا تنم عن ثقافة وافرة ومخزون فكري غني وتكوين علمي رصين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بومالي حنان
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 8, Numéro 1, Pages 171-184 2012-06-01