الصورة الرقمية وارغامات المرجعية القيمية الكونية

تتحدد الصورة الرقمية، على خلاف أشكال التمثيل البصري التقليدية الأخرى، بكونها شكل معلوماتي مولد بالكومبيوتر. مدلولها الكلي يحيل إلى عوالم مرئية تختصر المشهد الإعلامي الكوكبي الراهن وتحشد تناصات حضارية قيمية تقفز على معنى التجذر الثقافي وعلى مفهوم الهوية باعتبارها المهد الأساس الذي تنطلق منه السيرورة المنتجة للآثار الدلالية. إن هذه الحدود الجديدة التي تفرضها الصورة الرقمية تتجاوز المعطى المباشر لما تقدمه الصورة التقليدية لتكشف عن الرفض الحاد لأبعاد الخصوصيات الثقافية وعلى انفتاحها على المرجعية القيمية الكونية التي تؤسس لمزج العام بالخاص، والحضاري الكلي بالتغير الجزئي، والذاكرة الجمعية بالذاكرة النوعية والحس النقدي الشامل بالمخيال الاجتماعي المتفرد. يحيل بنا الحديث عن موضوعة – الصورة الرقمية – إلى طرح جملة من الانشغالات العلمية من قبيل. ما هي الصورة الرقمية؟ مجالاتها، خلفياتها القيمية؟ موقعها بين فتنة الفيديولوجيا، العالم الافتراضي والإنتاج المكرس لحدود المنطق الثقافي؟