الجزائر

الصندوق يسقط بلخادم



الصندوق يسقط بلخادم
اربع أصوات فقط حسمت أزمة الشرعية في حزب جبهة التحرير الوطني، فعبد العزيز بلخادم الذي طالما تمسك بالشرعية التنظيمية، استعمل كل الأساليب والمناورات التي كسبها من تجربته السياسية الطويلة، لكنه لم يصمد أمام امتحان الصندوق، امتحان كرس فشل الأمين العام للافالان عبد العزيز بلخادم في كسب ثقة أعضاء اللجنة المركزية.
صحيح أن الفارق بين مؤيدي بلخادم ومعارضيه لم يتجاوز الصوتين، لكن هكذا هي قواعد اللعبة الديمقراطية، فالنزاهة وحدها من تحدد الناجح والراسب، المنتصر والمنهزم، وتلكم أحلى قيم الديمقراطية. وحتى ننصف الرجل نقول أن قبول بلخادم بالاحتكام إلى الصندوق وطرح مسالة الثقة في شخصه للامتحان، يعتبر شجاعة في حد ذاتها وان كانت على طريقة مكره أخاك لا بطل.
فالعارفون بخبايا الأفالان يجزمون أن الصندوق الذي احتكم إليه بلخادم بقي الخيار الوحيد لاثبات شرعية أي طرف من أطراف الأزمة، بل الحل الوحيد لإعادة بناء الأفالان وترميم ما بقي من الدمار التنظيمي الذي لحق به جراء حروب التموقع ومعارك المكاسب والمناصب.
بالفعل إن الإجراء الذي اهتدى إليه الإخوة الأعداء في حزب جبهة التحرير الوطني، كان حضاريا، خاصة وان الانتخابات جرت في أجواء من الهدوء والرزانة والمسؤولية، وكان للصندوق طعما خاصا بل أعاد بعض قيم جبهة التحرير التي هدرتها التجاذبات المصلحية...لكن السؤال المركزي اليوم: هل يمكن الحديث عن حل أزمة الشرعية في الافالان برحيل بلخادم أم أن المسالة متعلقة بممارسات وذهنيات تستوجب إعادة النظر فيها؟، هل سيعاد بناء الافالان كحزب عصري ويعود إلى برنامجه ومبادئه التي عرف بها ام أن التموقع الجديد سينسي المنتصرين تلك القيم؟
الإجابة تحددها الأيام المقبلة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)