الجزائر - 2011 Tlemcen, Capitale de la Culture Islamique

الصلات الثقافية والعلمية بين تلمسان الزيانية وتونس الحفصية العقباني وابن خلدون أنموذجين



إن الآبلي يمثّل في الحقيقة أنموذجا من النماذج الشاذّة، المعزولة التي لازالت تتخبّط دون جدوى من أجل الحفاظ على استقلاليّة تفكيرها وممارساتها في زمن تكلّست فيه كل الأفكار والمعتقدات، وتعطّلت فيه
كل الصور، وأضحى الحلم محظورا والتنقّل ممنوعا والكتابة في غير المديح كفرا؛ وسيصبح عبد الرحمن بن خلدون صورة مصغّرة من شيخه وسنلاحظ بأن مسار حياته يشبه إلى حدٍّ بعيد مسار الآبلي.
إن النظام الذي طوّق فكر وتحرّكات الشيخ، سينجح في احتواء التلميذ مبكِّرا. إنّنا نعتقد أن ابن خلدون لم يستوعب الأفكار الرئيسيّة لشيخه الذي مكّنه من إمكانيّة فتح آفاقه على حقول جديدة للمعرفة لم تكن متوفّرة له بمحيطه العائلي ولا حتّى بحلقات الدرس التي كان قد تلقّاها بالجامع. لقد
انبهر ابن خلدون بشيخه لأنه كان مختلفا في طريقة تبليغه للمواد المدروسة.
ومداخلتنا الموسومة " الصلات الثقافية والعلمية بين تلمسان الزيانية وتونس الحفصية/ العقباني وابن خلدون أنموذجين "، هي محاولة لتظهير منزلة عالم تلمسان المتميّز العقباني، وكيف استطاع توجيه تلميذه عبد الرحمن صوب فلسفة التاريخ وعلم العمران البشري، وإعمال العقل في مجال العلوم الاجتماعية، من جهة ومن جهة أخرى تبين الروابط العلمية والثقافية القائمة بين تلمسان وتونس، رغم التوترات السياسية آنذاك بين إمارات الغرب الإسلامي.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)