تمثل الصورة اليوم علامة على ثقافة العصر، وهي في السينما الموضوع والأداة والغاية، إنّها باختصار حالة من الاختزال المرئي الجمالي لحدود التجربة الإبداعية الثقافية، وهي من جهة أخرى فضاء لتشكلات البنية السردية الغنية من حيث تمظهراتها المتباينة وتجلّياتها المتراوحة بين الأيقونة واللفظ.
وفي محاولة للموازاة بين عالم الشاشة، وبين مساحة العالم الحقيقي المألوف تظهر أهمية الصورة الفيلمية L’image Filmique في نقل وترجمة الواقع، وفي بنـاء المتن الحكائي للفيلم، وهكذا فهي تقرّب عالم السينما إلى حد كبير من ظاهر الحياة المرئي، ويعدّ وهم المصداقية أحد خصائصها الهامة والأساسية، ولكن لتلك الحياة بالإضافة إلى ذلك سمة واحدة غريبة، وهي أنّها لا تتكوّن من الواقع كلّه، بل تتكون من أجزاء وقطع، تمّ فصلها على شكل الشاشة ومقاسها، وليس عالم السينما إلاّ العالم الذي نراه مضافـاً إليه التجزّؤ، فهو عالم مقسم إلى قطع، لكل قطعة درجة من الاستقلال تمتلك ـ نتيجة لها ـ قدرة على التجميعات المركبة، لا تتاح لنا في العالم الحقيقي، ويصبح العالم عالماً فنياً مرئياً، قوامه ووحدته الأساسية: الصورة الفيلمية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - فايزة يخلف
المصدر : الصورة والاتصال Volume 1, Numéro 1, Pages 126-138 2012-09-01