الجزائر

"الصرامة سر نجاحي ولهذه الأسباب لم أدرب في الجزائر "




يعتبر الفرنسي جون فيرنانديز من المدربين المميزين الذين فرضوا أنفسهم في سماء الكرة الفرنسية والسعودية كذلك من خلال الأندية الكبيرة التي دربها وتوج معها بالعديد من الألقاب التي ستبقى راسخة في أذهان مشجعيها، فبعد أندية كون ونيس ومرسيليا وليل وسوشو وماتز أوكسير ونانسي ثم مونبيليه في فرنسا وأيضا أندية النصر والشباب والوحدة في السعودية فالنجم الساحلي التونسي، حط المدرب الفرنسي الرحال هذه المرة بدولة قطر للإشراف على فريق الخور في مغامرة جديدة فتح لنا قلبه للحديث عنها من خلال هذا الحوار الذي تطرق خلاله لجوانب عدة متعلقة بمهامه في الخور وطموحاته معه، حياته الجديدة وأمور أخرى متعلقة بشخصيته الصارمة.**مرحبا بكم معنا من خلال هذا الحوار الذي يعد الأول منذ التحاقكم بفريق الخور ؟ شكرا جزيلا على اهتمامكم بقدومي إلى فريق الخور الذي بدأت العمل معه منذ قرابة الشهر ومع ذلك فإن كل الامور تسير في الاتجاه الصحيح، من خلال العلاقة الجيدة التي تربطني سواء بإدارة النادي وخاصة اللاعبين الذين أبدوا رغبة كبيرة في العمل من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة خلال الموسم الكروي المقبل. **لماذا اخترتم المجيء إلى هنا والتعاقد مع إدارة نادي الخور؟نظرا لخبرتي مع الكرة الخليجية من خلال تدريبي العديد من الأندية السعودية على غرار النصر وأيضا الشباب اللذين توجت رفقتهما بالعديد من الألقاب المحلية وهو ما شجعني على قبول عرض الخور الذي يعتبر ناديا غنيا عن التعريف عندنا في فرنسا بل هو ذو سمعة جيدة من خلال بعض المدربين الفرنسيين الذين تعاقبوا على تدريب فريقه الاول أمثال ريني برايان، لوزانو، آلان بيران ومؤخرا بولوني الذي انتقل الآن إلى اتحاد جدة السعودي، وقد قمت باستشارتهم جميعا في الموضوع فقاموا كلهم بتشجيعي على التعاقد مع الخور فلم أتردد في ذلك بالرغم من عدم معرفتي الكثير عن الكرة القطرية وأندية دوري النجوم.**كيف وجدتم مستوى الفريق من خلال آداء اللاعبين خلال فترة الإعداد؟مقبول لكي لا أقول متوسطا، ولعل ما حفزني أكثر للعمل مع هذه المجموعة هو الرغبة الكبيرة والروح القتالية التي يتميز بها اللاعبون، فالجميع يعطي كل ما لديه في التدريبات من أجل الوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة عند بداية منافسات الدوري، أكيد ان الإرادة وحدها لا تجدي نفعا وهو ما أقوم بالتأكيد عليه للاعبين وحثهم على التحلي بالمسؤولية والاحترافية اللازمة في حياتهم اليومية سواء في الأكل والنوم وأمور أخرى لها تأثير كبير ومباشر على حياة اللاعب ومشواره الرياضي، أتمنى ان نحافظ على نفس روح المجموعة مستقبلا كونها مهمة جدا خاصة لتخطي الأزمات.**وماذا عن العناصر المحترفة التي يضمها الفريق؟إنه لمن المهم جدا بقاء نفس اللاعبين المحترفين بحيث يساعد ذلك بشكل كبير على الاستقرار في الفريق، الثلاثي البرازيلي مادسون، جونيور وسيزار يملكون مؤهلات فنية وبدنية مهمة جدا فقط علينا حسن توظيفها والاستفادة منها بالشكل اللازم فوق المستطيل الأخضر وهو ما أسعى له خلال مرحلة الإعداد، كما ان مستوى اللاعب الكوري الجنوبي الجديد يونج لا بأس به ومن شأنه مساعدتنا كثيرا في منتصف الملعب وأعتقد ان الإدارة أصابت في التعاقد معه نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها، دون نسيان لاعبينا المواطنين القادرين على صنع الفارق، عموما أعتقد أننا نملك مجموعة قوية ممزوجة بين لاعبي الخبرة ولاعبي الطموح فقط علينا كطاقم فني أجادة الاستثمار في ذلك بالشكل اللازم. **ماهي طموحاتكم مع الخور وهل قمتم رفقة الإدارة بتسطير الأهداف الموسمية؟الجميع يعلم بأن فريق الخور كان دوما في منتصف جدول ترتيب الدوري وهدفي إنشاء فريق قوي متكامل يلعب كرة حديثة وجميلة وصعب المنال في نفس الوقت، أكيد أن هذا يتطلب وقتا كبيرا خاصة أنني اتفقت مع رئيس النادي على الاستثمار أكثر في العناصر الشابة وإعطاء الفرصة للشباب من أجل تفجير طاقاتهم وكسب المزيد من الخبرة والثقة، كما قلت فإن هذا يتطلب الكثير من الصبر وأيضا الاجتهاد والمثابرة، ولو أنني متأكد أننا لو نواصل العمل بالشكل الذي نحن عليه فالأكيد أن النتائج ستأتي مع مرور المباريات، تركيزنا الآن في كيفية تحضير الفريق بالشكل الجيد واللازم من الناحية البدنية وخاصة الفنية والتكتيكية، أما التفكير في منافسات الدوري فسابق لأوانه خاصة أن أمامنا معسكرا خارجيا هاما للغاية.**سبق لكم التدريب في فرنسا، تونس والسعودية فما الذي يميز الكرة القطرية عن المستديرة في هذه الدول؟ليست لي خلفية كبيرة عن الكرة القطرية وأنديتها عدا من خلال مشاهدتي بعضا من المباريات عبر الأشرطة أو عن طريق بعض الأصدقاء الذين مروا من هنا سواء المدربين وحتى اللاعبين، لذا فيلزمني المزيد من الوقت للحكم عن مستوى كرة القدم في قطر ومقارنتها بالكرة في باقي الدول التي دربت فيها، الأكيد أن المستديرة في قطر تشهد تطورا كبيرا خاصة خلال العشرية الأخيرة من خلال العديد من الأسماء الكبيرة التي التحقت بأندية دوري النجوم، كما أن دولة قطر أصبحت «ماركة مسجلة» في مجال الرياضة من خلال تنظيمها العديد من الأحداث الرياضية الكبيرة مثل مونديال كرة اليد. **يشهد لك بالكفاءة والحنكة وأيضا الانضباط فما هو مبدأك الأول في التدريب؟أعتقد أن مبدئي في حياتي اليومية هو نفسه في مجال التدريب، إذ أنني شخص يحب الانضباط والصرامة إذ لا يمكن الخلط والمزج وقت العمل مع وقت اللهو واللعب، وهو أمر يقلقني كثيرا ويجعلني أثور في وجه اللاعبين أحيانا، لقد كنت لاعبا محترفا وأنا اليوم مدرب كذلك، والمفهوم الأهم الذي تعلمته طيلة تلك السنوات وأقتنع به هو العمل والاجتهاد من أجل طرق أبواب النجاح، إذ لا يمكن لأي كان الوصول إلى المبتغى بمجرد التمني والعيش في الأحلام وهو ما أحاول ترسيخه في أذهان كل اللاعبين الذين دربتهم طيلة مشواري التدريبي. **بعيدا عن عالم كرة القدم، كيف تعيشون حياتكم الجديدة في دولة قطر؟لقد قضيت طيلة الفترة الماضية في الفندق وقد التحقت بمنزلني الجديد منذ أيام فقط، وهو ما سيجعلني أشعر باستقرار أكثر خاصة بمجيء زوجتي ثم بعدها بعض الأصدقاء، الفترة التي قضيتها في المملكة السعودية جعلتني أتعود على عادات وتقاليد المنطقة وأيضا نمط العيش في الخليج ولو أن دولة قطر مختلفة نوع الشيء كون الحياة الاجتماعية فيها أفضل من خلال الإمكانيات المادية الكبيرة التي توفرها الدولة سواء للمواطنين وحتى المقيمين، ارتفاع درجات الحرارة وأيضا نسبة الرطوبة جعلاني أفضل البقاء في البيت لكنني بدأت أتعرف على بعض المناطق في الدوحة بخروجي أحيانا مع بعض الأصدقاء وعموما أنا مرتاح وسعيد بحياتي الجديدة في قطر وفي انتظار أن تتبعها النتائج التي نتطلع لتحقيقها مع فريق الخور خلال الموسم الكروي المقبل. **أنتم من مواليد مدينة مستغانم الجزائرية، فلم لم يسبق لكم التدريب في الجزائر على غرار إشرافكم على النجم الساحلي التونسي؟نعم أنا من مواليد الجزائر إبان حربها مع فرنسا وقد غادرنا البلد بمجرد الإعلان عن الاستقلال وسني لم يتجاوز وقتها الثماني سنوات، كانت لي فرصة العودة إليها سنة 1975 في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والنهائي المشهور الذي خسرناه ضد المنتخب الجزائري في الثواني الأخيرة من اللقاء، ولم أعد إليها منذ ذلك الوقت كما أنني لم أتلق أي عرض مهم من أحد الأندية الجزائرية على غرار النجم الساحلي التونسي الذي كنت سعيدا بالإشراف على فريقه الأول أواخر القرن الماضي، حياة المدرب مليئة بالمغامرات والتحديات وهذا يتناسب جيدا مع طبيعتي، فأنا مدرب سريع التأقلم مع الظروف المحيطة بي وهو ما ساعدني كثيرا خلال مشواري المهني، متمنيا فقط أن أتمكن من تحقيق المزيد من النجاحات مع فريق الخور وان يكون مفاجأة الموسم الكروي الجديد.**تريد أن تضيف شيئا في النهاية؟شكرا مرة أخرى على هذا الحوار الذي قد يكون أول همزة وصل بيني وبين الشارع الرياضي القطري، متمنيا لكم المزيد من النجاحات في ميدان الإعلام الذي يعد عاملا مؤثرا للغاية في المنظومة الرياضية، كما أود أن أستغل الفرصة لتمني فترة تحضير موفقة ومعسكرات خارجية ناجحة لكافة الفرق القطرية حتى يكون الجميع جاهزا عند ضربة الانطلاقة في الحادي عشر من سبتمبر القادم، وأود أن أشكر بالمناسبة أيضا إدارة نادي الخور على تعاونها معي وتسهيلها مهمتي وتوفير لي كل شروط العمل المريح واعدا إياها بتحقيق أفضل النتائج الممكنة هذا الموسم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)