الجزائر

الصراع على الزعامة



التمرد على القيادات الحزبية أو ما يمكن تسميته بالصراع على القيادة قد يكون ظاهرة خاصة بالأحزاب الجزائرية فقط ويمكن اعتبارها ماركة مسجلة. فمعظم المناضلين يتحمسون لتأسيس أحزاب ولو على حساب قناعاتهم الشخصية، بحيث لا تمر أشهر عن التأسيس حتى تشتعل نيران الصراعات على القيادة، بل الزعامة، لتفضي إلى الانشقاق وتأسيس أحزاب أخرى.
للأسف هناك الكثير من المناضلين لا يفقهون معنى النضال الحزبي ويختصرونه في المفهوم الضيق للمصلحة على حساب البرنامج والاستراتيجيات واستشراف المستقبل. فكم من انشقاقات عرفتها الأحزاب طيلة السنوات القليلة الماضية؟ وعندما نريد التدقيق في السبب لا نجده يتعلق بتباين في التصور أو الرأي أو أمور أخرى لها علاقة بمصلحة عليا، بل يكون دافعها حب الزعامة.
فهل من المعقول أن يكون كل المناضلين زعماء للحزب ؟ الحزب لن يكون له إلا قائدا واحدا، صحيح يخضع كغيره للقانون الداخلي ويلتزم بتوجهات الحزب وقوانينه، لكن قوة الحزب تكمن في قاعدته النضالية المتجذرة في المجتمع والتي تشكل الركيزة وصمام أمان وحدة الحزب واستمراره.
الظاهرة عندنا، إما أن يكون زعيم الحزب متسلطا لا يراعي القواعد الديمقراطية أو انشقاقات من أجل التزعم أيضا. وتكفي نظرة سريعة على ما يجري في الساحة الحزبية للتأكد من ذلك، حيث رؤساء أحزاب ينادون بالتداول ولا يطبقونه داخل أحزابهم بل ينتهكون أبسط قواعد الممارسة الديمقراطية. وهنا يمكن القول أن حزب جبهة التحرير من بين الأحزاب القليلة التي تشهد تداولا على القيادة بينما تطبق بعض الأحزاب، حتى لا نقول الكثير منها، منطق التمسك بالزعامة أو ينفجر الحزب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)