أكد الصحفي الفرنسي أسكي بيار الذي يشتغل بالموقع الالكتروني ''رو 89 '' أن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مكملة لوسائل الاعلام التقليدية كونها تسمح لعامة الناس بالتعبير عن أرائهم والتعليق على بعض المواضيع التي تنشر أو تبث في الوسائل التقليدية. كما أنها تمكن الجمهور من الاطلاع على المعلومات وآخر الأخبار بسرعة وفي وقت حدوثها على عكس الوسائل التقليدية التي تستغرق وقتا لبث أو نشر هذه الأخبار. غير أن هذه المعلومات التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي قد لا تكون صحيحة ومؤكدة دائمة، على عكس تلك التي تنشر في المواقع الإخبارية التي يشرف عليها إعلاميون.
وأضاف الصحفي صاحب 30 سنة خبرة في الصحافة الفرنسية، حيث اشتغل في وكالة الأنباء الفرنسية ثم في صحيفة ''لبيراسيون'' قبل أن يلتحق بالصحافة الإلكترونية، أن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تنافس الإعلام التقليدي من تلفزيون، إذاعة، وصحف مكتوبة بفضل السرعة في تقديم الأخبار على عكس الإعلام التقليدي الذي لا يستطيع بث الأخبار وقت حدوثها لأنه ينتظر موعد النشرات الإخبارية أو صدور الجريدة المكتوبة، كما أنها تكمل هذه الوسائل كونها تسمح لجمهور وسائل الإعلام التقليدية من التعبير عن أرائه عبر شبكة الأنترنيت وتقديم تعليقات حول الحدث أو الأخبار التي يسمعها، يراها، أو يقرأها في الوسائل التقليدية، كما تسمح لهذا الجمهور بان يتحول من مستقبل إلى مرسل من خلال مشاركته في إبداء الرأي.
وفي هذا السياق، استدل الصحفي الفرنسي في محاضرة نشطها، أمس، بالمدرسة العليا للصحافة بالجزائر حول ''التكنولوجيا على الخط'' بما حدث خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2012 بفرنسا، حيث كان الفرنسيون يشاهدون القنوات التلفزيونية ويقدمون تعليقات حول الحصص التي تبث وحول المترشحين عبر هذه المواقع.
وفي معرض حديثه ثمن الصحفي أسكي هذا المكسب وأشار إلى نقطة مهمة كون أن مواقع التواصل الاجتماعي تنافس وكالات الأنباء من خلال السرعة في نقل الخبر كون أي شخص يشاهد حدثا ما يمكن له نقله بالصوت والصورة عبر هذه المواقع على عكس وكالات الأنباء التي يجب أن ترسل صحفيا لعين المكان للتأكد من الخبر قبل نشره، غير أنه نبه إلى خطورة هذه المواقع أحيانا وانعكاساتها على الجمهور المتلقي في حال نشرها لأخبار غير صحيحة قد تضر بجهة معينة أو بمصلحة بلد ما، في الوقت الذي يستطيع فيه أي شخص التعبير من خلالها عكس المواقع الإلكترونية والجرائد الإلكترونية التي يقف وراءها محترفون وصحفيون يشتغلون وفق قوانين وأخلاقيات المهنة مثلما هو معمول به في وسائل الاعلام التقليدية من جرائد ورقية وتلفزيون وإذاعة. وفي هذا الصدد، دعا المتحدث القراء إلى التحلي بالوعي والتفريق بين المعلومات المؤكدة والمراقبة التي ينشرها إعلاميون وبين الإشاعات عبر شبكة الأنترنيت لأنه ليس كل ما ينشر صحيحا. وبالرغم من أن الأخبار عبر شبكة الأنترنيت غير متناهية ويمكن لصاحبها أن يتدخل لتعزيزها بمعلومات إضافية فإن المتحدث حذر الجمهور من هضم كل ما ينشر دون التأكد من مصداقية المرسل.
وأكد الصحفي أسكي أن الجرائد الورقية ستموت بعد سنوات معدودة بسبب الإقبال الواسع للجمهور على الإعلام الإلكتروني لسرعته في نشر الأخبار لأن الجمهور لم يعد ينتظر 24 ساعة لقراءة الأخبار، غير أنه اقترح على القائمين على الصحف المكتوبة تحويل صحفهم من ورقية إلى الكترونية حتى لا يخسروا جمهورهم.
وقد تحدث الصحفي الفرنسي عن خبرته في مجال الإعلام بين الصحافة المكتوبة والالكترونية خلال هذه المحاضرة التي حضرها أساتذة وطلبة من معهد الإعلام والاتصال، والتي تندرج ضمن سلسلة المحاضرات وورش العمل التي يقدمها الإعلاميون الفرنسيون في الجزائر والتي تأتي في إطار اتفاق الشراكة الموقع بين المدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام والمعهد الفرنسي بالجزائر بدعم من السفارة الفرنسية، والتي تهدف إلى عرض تجارب وخبرات الإعلاميين الفرنسيين على الطلبة الجزائريين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زولا سومر
المصدر : www.el-massa.com