الصحة ما تزال مريضة

مريضة في أحد مستشفيات العاصمة تم وضعها على سرير العمليات وقبل التخدير تم اكتشاف أن خيط الجراحة غير موجود ليس في قاعة العمليات بل في المستشفى كله، ويمكن تخيل حال المريضة وهي ترفع سبابتها للشهادة قبل أن تخدر، المشكلة ماذا لو تم اجراء العملية ثم تم اكتشاف أن الخيط غير موجود، هل يتم خياطتها بخيط الملابس، أم بأقفال الأحذية ؟ الحكاية قدر غرابتها وطرافتها قدر ماساتها وبشاعتها، لدرجة أن حياة الناس لم تعد تساوي شيئا، وبعد كل عملية يموت فيها الناس صار يقال لهم مثل تلك الحكاية التي قراناها في كتاب القراءة قديما " مات والسلام" . ملايير صرفت من أجل النهوض بالصحة أجهزة كبيرة تم استيرادها، وسائل كبيرة تبذل ولكن لا اثر يظهر في قطاع الصحة، لأن الخلل ليس في المستشفى ولا الوسائل بل في عقول من يشرفون على الصحة من كبيرهم إلى صغيرهم، الذين علموا الناس السحر، وهل تعلمون كيف علموا الناس السحر، لقد صار المواطن يطلب العلاج من السرطان عند الكهنة " والطلبة" والقزانات، وازدهرت تجارة الأعشاب وصار اي عشاب يداوي أعتى الأمراض من أمراض السرطان إلى الشلل والربو ، ويكفي اطلالة في الأسواق لتجدوا البراح الطبيب ينادي بمكبر الصوت أمام الجميع " هذي الحبة تداوي الربو والسكري، والبواسر" وربما قد يقتني منه الدواء حتى الجراح الذي يجري العمليات على القلب، فعلا الصحة مريضة ومريضة جدا