الجزائر

الصحافة المفرنسة الجزائرية تؤدي دور العمالة للاستعمار الفرنسي الجديد


الصحافة المفرنسة الجزائرية تؤدي دور العمالة للاستعمار الفرنسي الجديد
في الوقت الذي خرجت فيه الجماهير الجزائرية في سائر الولايات منتصرة لرسولها العظيم صلى الله عليه وسلم، مستنكرة إصرار المجلة الفرنسية على السخرية من سيد المرسلين، حارقة العلم الفرنسي، منددة بفرنسا الرسمية وعلى رأسها هولاند لسماحهم لهذه المجلة المعتدية على استمرارها في إهانة نبينا، وفي الوقت الذي تهين الجماهير السودانية سفير فرنسا بالخرطوم فتطرده من ندوة صحفية، وفي الوقت الذي تهب فيه الجماهير الباكستانية المسلمة في مظاهرات صاخبة في سائر أرض إقبال، حارقة العلم الفرنسي ودمية تمثل رئيس الجمهورية الفرنسي، معبرة عن سخطها على الصورة التي رفعتها مجلة "شارلي إيبدو" مهينة لنبي المسلمين، والتي سحبت منها خمسة ملايين نسخة تحديا لمليار ونصف المليار مسلم، وفي الوقت الذي تجنبت الصحافة لأنجلو سكسونية نشر الصورة المسيئة رعاية لمشاعر المسلمين؛ في هذا الوقت تقف الصحافة المفرنسة بالجزائر صفا واحدا مؤيدة العدوان، ناشرة في صفحاتها الأولى عبارة (أنا شارلي)، مؤكدة أنها صدى لأسيادها الفرنسيين الذين يمولون صدورها بالجزائر المستقلة. مع تأكيد استنكارنا لعملية قتل صحفيي شارل إيبدو والشرطي الفرنسي المسلم أحمد مرابط ذي الأصول الجزائرية، وهي العملية التي وصفها الزعيم اليميني الفرنسي لوبان بأنها من صنع المخابرات الفرنسية، والتي وصفها الصحفي اللامع حبيب راشدين ب "الحادثة الإرهابية الإستخباراتية".ولنستعرض ما كتبته الصحافة المفرنسة الجزائرية: أي ملاحظ من الخارج خلال الأسبوع الماضي يستعرض عناوين ومقالات الصحافة الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، وهي تُبنى على قيم الشعب الجزائري، مستنكرة الإساءة لسيد المرسلين؛ ويستعرض عناوين ومقالات الصحف الجزائرية المفرنسة وكأنها تمثل شعبا آخر غير الشعب الجزائري الذي حفظ كيانَه عنصران وهما الإسلام والعروبة من الذوبان في الاستعمار الاستيطاني الذي دام قرنا وثلث قرن، وخسر فيه أكثر من خمسة ملايين من أبنائه وبناته في حروب المقاومة والثورة. هذه الصحف المسخ بالجزائر وهي تكتب بروح فرنسا المتصهينة التي قاد مسيرتَها لا هولاند وإنما نتنياهو... إحدى هذه الصحف، تنشر في صفحتها الأولى وبالحرف الكبير (أنا شارلي)، وصرح مديرها لقناة فرنسية قائلا: "فمع تضامني الكامل مع شارلي إيبدو، وتمسّكي بحرية التعبير وحرية الصحافة فقد امتنعت عن نشر الصورة حتى لا أجرح مشاعر قراء اليومية من المسلمين"، ولأن "الإسلام هو دين أغلبية في الجزائر"، ومعنى هذا أنه يؤيد الصورة، لكنه لا ينشرها، علما بأن المعني أرسل في سنة 1999 وفدا من الصحفيين المفرنسين في زيارة إلى "إسرائيل" علنية أدانها الشعب. صحيفة أخرى أشادت بالمدعو غالب بن شيخ المقيم بمرسيليا ووصفته ب "الفقيه الذي لا يخشى المواجهة"، والذي شجب وسخر مما أسماه ب "هيستريا المسلمين الذين أدانوا رسومات شارلي إيبدو المسيئة للرسول"، ووصف تظاهر الجزائريين نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم ب"المشهد المحزن"، علما بأن هذا ابن الشيخ عباس بن الشيخ الحسين علم من أعلام رجال الإصلاح، حيث خان ذكراه، ومن غير شك فإنه يلعنه وهو في قبره. لقد نشرت الصحافة المفرنسة في الجزائر مقالاتٍ تشاطر الفرنسيين مأساتهم باكية على "حرية التعبير وهي تُذبح على أيدي الإرهاب الإسلامي"، كاسية صفحاتها الأولى باللون الأسود لون الحداد، ولولا خوفها من انتقام الجماهير الجزائرية لنشرت الرسم المهين للرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الصحافة المفرنسة تدافع عن شعار "حرية التعبير" في سب الأنبياء، تشجب حق الجزائيين في التظاهر للتعبير عن مشاعرهم تجاه الإساءة للمسلمين في نشر صورة مهينة لنبيّهم في مجلة شارلي إيبدو التي يدافعون عنها، هذه المجلة التي لم تنشر صورة واحدة تشكيكا في المحرقة اليهودية، بل لقد طردت رسّاما، لأنه رسم صورة ساخرة من اليهود. في الوقت الذي تنشر صحافة الاستعمار الفرنسي الجديد بالجزائر، تأييدها الضمني للإساءة لسيد المرسلين، نرى كتّابا فرنسيين بعيدين عن التأثير الصهيوني يتخذون موقفا إنسانيا سليما، مثل الفيلسوف ميشيل أونمفري Michel Onfray مؤلف أكثر من ثمانين كتابا، الذي استضافته القناة الفرنسية فرانس 2 في برنامجها الشهير (لم ننم On n'est pas couché) يوم 17/1/2015، حيث اتهم الحزب الاشتراكي بانحرافه عن يساريته وسلوكه ليبيرالية عمياء جعلته لا يدرك حقيقة ما يجري، معبّرا عن دهشته من عروض الصحفيين في التلفزة على الخصوص، متجاهلين الحقائق الكامنة في:أطفال الأحياء المهمّشة التي تضم هؤلاء المسلمين في سطوتنا المتمثلة في توجهنا إلى بلدان مسلمة ومحاولتنا فرض قيمنا عليهم، في قتلنا للمسلمين في مالي، كما سبق لنا أن قتلنا الكثير منهم في شمال إفريقيا، وعندما يدافعون عن أنفسهم نتهمهم بالإرهاب.. نحن الفرنسيين والأوروبيين والغربيين عموما نتهم المسلمين بالبلاهة، لكن الحقيقة هم ليسوا كذلك، هم واعون لِما نفعل. هم يجتازون مرحلة ضعف تجعلهم يواجهوننا بالعنف؛ عنف تمثل مثلا في قتل عشرة منا وهو أقل بكثير مما نفعله في بلدانهم، نحن نقتل المئات منهم يوميا.وأنا أتساءل: لماذا لا تذهب فرنسا إلى إسرائيل أو الصين أو كوريا واليابان وتفرض عليهم هناك قيمها؟ لماذا تختار لذلك بلدانا كليبيا ومالي والنيجر؟ المشكل يتمثل في أننا برهنّا بذلك أننا عنصريون.في حادثة شارلي إيبدو لماذا لم تأمر الحكومة الفرنسية الصحفيين أن يتوقفوا عن الإساءة لنبيّ المسلمين؟ أليس متعارضا مع العلمانية الفرنسية التي ترتكز على احترام معتقدات سائر فئات الشعب بالتساوي وبدون انتقائية؟ وعندما رسم الصحافيون بسخرية شعار اليهود تدخلت الحكومة الفرنسية فقالت عنه "إنه عمل مخجل ولا بد أن يعتذروا لإسرائيل"؟...لماذا تمنع مسارح الفرنسي من أصل كاميروني ديودوني من العرض في فرنسا وتدينه المحكمة العليا الفرنسية بتهمة معاداة السامية، لأنّ مسرحية له استهزأت باليهود؟ ألسنا مسيحيين، فلنستهزئ باليهود والمسلمين معا، لماذا نستهزئ بالمسلمين فقط؟ وعندما نقترب من اليهود فنحن "معادون للسامية".لا تزيفوا الحقائق فتظهروننا في هذه الحادثة كأننا مظلومون من المسلمين، ترسمون نبيهم الذي هو قدوتهم في أوضاع مشينة، ثم تهاجمونهم عندما يخرجون ساخطين، أليس هذا يظهرنا بأننا شعب منافق؟ ألا يعتبر هذا ردا على وزير شؤون ديننا الذي اتهم من خرج في مسيرات مستنكرة لرسم رسولنا بأنها مسيرات لجبهة الإنقاذ المحظورة وليست مسيرات جزائرية؟====* "الفقيه" غالب بن شيخ المقيم بمرسيليا سخر مما أسماه ب"هيستريا المسلمين الذين أدانوا رسومات شارلي ووصف تظاهر الجزائريين نصرة لنبيهم ب"المشهد المحزن".* لا تزيفوا الحقائق فتظهروننا في هذه الحادثة كأننا مظلومون من المسلمين، ترسمون نبيهم الذي هو قدوتهم في أوضاع مشينة ثم تهاجمونهم عندما يخرجون ساخطين، أليس هذا يظهرنا بأننا شعب منافق؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)