مكاسبٌ تُكرّس لأداء مهني احترافي
الصحافة الجزائرية تحتفل بيومها الوطني
ن. أ
أحيت الأسرة الإعلامية أمس الثلاثاء اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة وسط تطلعات بأنّ تضفي الإصلاحات العميقة التي باشرتها السلطات العمومية في قطاع الإعلام مزيدا من المهنية وتكرس لأداء إعلامي راق وصحافة قوية تذود عن الجزائر ومواقفها الدولية.
ويحمل الاحتفال باليوم الوطني للصحافة رمزية كبيرة لدى الأسرة الإعلامية حيث لم تغب هذه الأخيرة يومًا عن مواكبة التطورات التي مرت بها الجزائر بداية من الثورة التحريرية إلى مرحلة ما بعد الاستقلال إلى التعددية الإعلامية.
ويخلّد تاريخ 22 أكتوبر حدثا تاريخيا في الساحة الإعلامية الجزائرية تجسّد في صدور أول عدد من جريدة المقاومة الجزائرية سنة 1955 الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني حيث جاءت هذه الصحيفة استجابة للحاجة إلى إعلام ثوري ينقل نشاطات جبهة وجيش التحرير ويعمل على تجنيد الجزائريين وتعبئتهم للعمل الثوري محلياً والتعريف بالقضية الوطنية دولياً.
وتكمن خصوصية الاحتفال بهذا اليوم هذه السنة في كونه يتزامن مع استعدادات الجزائر للاحتفال بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة التي لعب فيها الإعلام الثوري دورا بارزا في دعم كفاح الشعب الجزائري وتدويل قضيته دوليا.
القلم والكلمة في مواجهة الدعاية الاستعمارية
بكثير من الفخر والاعتزاز يستحضر الجزائريون بطولات رجال الإعلام إبان الثورة التحريرية في الدفاع عن وطنهم من خلال التأثير بالكلمة والقلم لدى الرأي العام العالمي ناهيك عن رفع مستوى التجنيد الداخلي والتصدي لكل محاولات التشويش على الثورة الجزائرية سواء داخل الجزائر أو خارجها الأمر الذي مكن الصحافة الجزائرية أن تتكيف مع الظروف الصعبة المحيطة بها وتلعب دورا حاسما في مواجهة الترسانة الدعائية الاستعمارية والمساهمة الفعّالة في نيل الاستقلال والحرية.
في هذا الصدد أكد الباحث في التاريخ الدكتور عامر رخيلة في تصريح خص به ملتيميديا الإذاعة الجزائرية أن الاحتفال باليوم الوطني للصحافة يحمل رمزية تاريخية كونه يوم ميلاد الإعلام الجزائري ومن خلاله أدركت الجزائر مدى أهمية الإعلام في المعركة لاسيما في ظل مجتمع دولي يحتكر الإعلام لافتا إلى أن الجزائر إبان فترة الاستعمار خاضت ثورة على مستوى عدة جبهات من ضمنها جبهة الإعلام التي لم تكن أقل تأثيرا في مسار الثورة التحريرية المجيدة.
وأشار رخيلة إلى أنه وفي ظل المعطيات الدولية التي مرت بها الثورة الجزائرية وما كان يملكه المعسكر الاستعماري من ترسانة إعلامية ثقيلة كان لزاما على الجزائر أن تعوّل على المناضل العقائدي المرتبط بالثورة الجزائرية الذي كان بمثابة السلاح الأساسي للثورة منذ اندلاعها وذلك عبر النضال الإعلامي.
قطاع الإعلام.. رصيد تاريخي ومكتسبات
وسط هذا الزخم التاريخي يبرز مسار طويل للمحافظة على الرصيد التاريخي في المجال الإعلامي كانت ثماره تحقيق عدة مكاسب خلال السنوات الأخيرة تجسيدا للوعود التي أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون بالعمل على إصلاح القطاع الإعلامي وتكريس المهنية المطلوبة.
وشهدت الساحة الإعلامية في الجزائر مرحلة جديدة من التنظيم كانت لبنتها الأولى تكريس حرية الصحافة كمبدأ ثابت في دستور 2020 أين نص هذا الاخير على أن حرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية مضمونة كما تدعم هذا النص الدستوري بوضع إطار قانوني وتشريعي منظم لممارسة مهنة الصحافة تمثل في إصدار القانون العضوي المتعلق بالإعلام وكذا قانوني الصحافة المكتوبة والإلكترونية والنشاط السمعي البصري سنة 2023.
وأكد الدكتور سليمان أعراج أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر في تصريح لملتيميديا الاذاعة الجزائرية أن الإصلاحات المؤسساتية والقانونية التي مست قطاع الإعلام خلال السنوات الأخيرة تعكس الإرادة السياسية التي تهدف إلى خلق شروط التمكين للعمل الصحفي وللصحافة الوطنية وأشار أعراج إلى أن قطاع الإعلام في الجزائر باتت تقع عليه مسؤوليات كبيرة في ظل التحولات التي يشهدها العالم وفي ظل ما تطرحه التكنولوجيا من بدائل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/10/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php