الصّلات الاجتماعيّة والثّقافيّة بين تونس وتلمسان على عهد بني زيّان

مثلت تلمسان مفصلا للطّرقات الرّابطة بين المغرب الأقصى وإفريقيّة من جهة و مواني المتوسّط وبلاد السّودان الغربي من جهة ثانيةّ. وسواء أكانت قاعدة إفريقيّة القيروان أم تونس، فإنّ تلمسان لم تفقد من مكانتها في دروب الرّحلة وفي مسالك الهجرات البشريّة داخل بلاد المغرب. وكما انتقلت أوربة من القيروان إلى ناحية تلمسان بعد سنة 69 هـ، و بنو يفرن و بوخزر من جنوب إفريقيّة إلى هذه الرّبوع في القرن الرّابع هـ/ العاشر م ، فإنّ بني واسين الذين انحدر منهم بنو زيّان اتبّعوا نفس طريق الانتجاع. وعلاوة على ذلك، فقد اشتركت الأسماء بين المجالي( يفرن و خزر و برزال و غمراسن إلخ )، بلأنّ التّغريبة الهلاليّة شهدت نفس المسار، فانتقلت بطون من قبائل زغبة ورياح وسعيد إلى تلمسان زناتة واستقرّت هناك. ما هي خصائص هذه المسالك ومحطاتها؟ كيف حصل انتشار زغبة( بنو يزيد وبنو عامر وسويد ) وسعيد ورياح حول تلمسان وما هو دور هذه القبائل الاجتماعي والسّياسي؟ كيف عالج علماء تلمسان و تونس الأزمات الاجتماعيّة الطّارئة بين المخزن والقبائل ( مثال سنة 796 هـ / 1394م) ؟ وما هو موقف الفئة العالمة في كلّ من تونس وتلمسان في ذلك؟ و عموما، كيف حصل التّنسيق بين علماء البلدين وإلى أيّ حدّ وفّقوا في حلّ القضايا العالقة؟